أيها الليل.. ألم يأن لك أن تنقضي، ولظلمتك أن تنجلي، نسماتك العليلة أحس بها ريحاً عاتية، ونجومك الزاهرة أراها عيوناً متربصة، وبدرك المتألق؛ كم سحرني بجماله عند بزوغه وهاهو- مع غروبه- يبدو لي ككرة من نار توشك أن تنقض علي.
هيا أيها الليل الطويل، سارع بالرحيل، سارع ولا يدهشك انقلاب مشاعري...
نعم.. رأيت فيك سحراً وبهاء، رونقاً ونقاء، فداعبت نفسي الأماني، وأبحرت روحي مع الآمال، تاق القلب للبيت العامر فاستحضرته الأحلام، وضعت بجانبه السيارة الفارهة، رفعت جسدي لأجلسه على كراسي المناصب العالية، نظرت يميناً فأبصرت الرؤوس الخاضعة، نظرت يساراً فرأيت الأموال المكدسة، تحاشت عيناي النظر للأسفل حتى لاتبصر التنازلات المخجلة، رتعت في أحلامي ماشئت، غصت في مستنقع الأوحال ومنه شربت، لم أستطع بعدها تجاهل النداء فاستمعت، وإذا بها روحي الممزقة تسائلني: ثم ماذا؟؟ لم أفهم ماأرادت فاستزدت. هتفت والبكاء يخنقها: أنت هنا تلهو في صفاء دنياك هلا تساءلت عن أحوال إخوان لك هناك؟ لا تسلني أينهم.. قلب الطرف أينما شئت تجدهم..
ارحل أيها الليل، فلا تدري كم أوحشتني ظلمتك، حينما اندكت صروح الأحلام، وتهاوت الآمال بمعول الآلام، هيا أيها الليل المتباطيء، ارحل لينكشف الستار، وترى العيون ما يحاك ضدنا ويدار...
في حينها؛ اقتحم مجال الرؤية نورٌ أبهرني، فارس على فرسه، قد اختلط فيه الأبيض الساطع مع الأحمر القاني، تسامى رأسه للعلياء، وتعلق ناظره بالأفق البعيد، كلمة التوحيد على ناصيته شدتني إليه..
أخي: يا من سبقتنا لتعانق الجوزاء، سموت للفضاء وتركت لنا الفتات، أنت ومن معك سطور في كتاب المجد، أما نحن فتاريخ العزة عنا بعيد..
أخي: أنتم نلتم الكرامة بالجهاد، أما نحن فدوننا وذاك خرط القتاد، شدتنا بحبالها دنيا زائلة، وأثقلتنا معاصٍ متراكمة، فالقينا العذر على(أسلاك شائكة!!)...ثم هطلت الدموع لتحكي عن أمواج بقلبي متضاربة.
عندها التفت إلي بعينين يشع منهما الإيمان، وبابتسامةٍ مليئةٍ بالاطمئنان خاطبني((مهلاً يابن الإسلام ففي كلماتك أبصر يقظة أمتي، وفي دموعك ألمح نهر العزة يجري ليروي منا شرفاً قد أجدب؛ وكرامةً قد أقفرت، نحن يا هذا تمسكنا بقرآننا فعرفنا دربنا؛ فتمسك ومن معك به لتعرفوا دربكم وتنيروه لمن بعدكم)) وعندما مددت يدي لأمسح عن ظهره دماً نازفا، قال بصوته القوي وقد خالطته نبرة أسى ((أتدري مم هذا؟.. إنها سهام بني جلدتنا تركوا أعداءنا ووجهوها صوب ظهورنا)) ثم انحنى نحوي موصياً((إن لم تدركوا جهاد السنان؛ فجهادكم هنا جهاد اللسان، لتحموا ظهورنا، وتهيئوا النفوس للمعركة الكبرى مع عدونا)).
ثم ودع محييا، وانطلق يحدوه اليقين، والقلب يتبعه، والعين ترقبه حتى توارى عن ناظري..
عندها رفعت طرفي لأبصر الفجر القادم عند الأفق، قد أطل على الدنيا بضيائه، ليطرد عنا جيوش الظلام.
ملحوظة لمنع الالتباس:نشرت بمجلة مساء تحت اسمي..
هيا أيها الليل الطويل، سارع بالرحيل، سارع ولا يدهشك انقلاب مشاعري...
نعم.. رأيت فيك سحراً وبهاء، رونقاً ونقاء، فداعبت نفسي الأماني، وأبحرت روحي مع الآمال، تاق القلب للبيت العامر فاستحضرته الأحلام، وضعت بجانبه السيارة الفارهة، رفعت جسدي لأجلسه على كراسي المناصب العالية، نظرت يميناً فأبصرت الرؤوس الخاضعة، نظرت يساراً فرأيت الأموال المكدسة، تحاشت عيناي النظر للأسفل حتى لاتبصر التنازلات المخجلة، رتعت في أحلامي ماشئت، غصت في مستنقع الأوحال ومنه شربت، لم أستطع بعدها تجاهل النداء فاستمعت، وإذا بها روحي الممزقة تسائلني: ثم ماذا؟؟ لم أفهم ماأرادت فاستزدت. هتفت والبكاء يخنقها: أنت هنا تلهو في صفاء دنياك هلا تساءلت عن أحوال إخوان لك هناك؟ لا تسلني أينهم.. قلب الطرف أينما شئت تجدهم..
ارحل أيها الليل، فلا تدري كم أوحشتني ظلمتك، حينما اندكت صروح الأحلام، وتهاوت الآمال بمعول الآلام، هيا أيها الليل المتباطيء، ارحل لينكشف الستار، وترى العيون ما يحاك ضدنا ويدار...
في حينها؛ اقتحم مجال الرؤية نورٌ أبهرني، فارس على فرسه، قد اختلط فيه الأبيض الساطع مع الأحمر القاني، تسامى رأسه للعلياء، وتعلق ناظره بالأفق البعيد، كلمة التوحيد على ناصيته شدتني إليه..
أخي: يا من سبقتنا لتعانق الجوزاء، سموت للفضاء وتركت لنا الفتات، أنت ومن معك سطور في كتاب المجد، أما نحن فتاريخ العزة عنا بعيد..
أخي: أنتم نلتم الكرامة بالجهاد، أما نحن فدوننا وذاك خرط القتاد، شدتنا بحبالها دنيا زائلة، وأثقلتنا معاصٍ متراكمة، فالقينا العذر على(أسلاك شائكة!!)...ثم هطلت الدموع لتحكي عن أمواج بقلبي متضاربة.
عندها التفت إلي بعينين يشع منهما الإيمان، وبابتسامةٍ مليئةٍ بالاطمئنان خاطبني((مهلاً يابن الإسلام ففي كلماتك أبصر يقظة أمتي، وفي دموعك ألمح نهر العزة يجري ليروي منا شرفاً قد أجدب؛ وكرامةً قد أقفرت، نحن يا هذا تمسكنا بقرآننا فعرفنا دربنا؛ فتمسك ومن معك به لتعرفوا دربكم وتنيروه لمن بعدكم)) وعندما مددت يدي لأمسح عن ظهره دماً نازفا، قال بصوته القوي وقد خالطته نبرة أسى ((أتدري مم هذا؟.. إنها سهام بني جلدتنا تركوا أعداءنا ووجهوها صوب ظهورنا)) ثم انحنى نحوي موصياً((إن لم تدركوا جهاد السنان؛ فجهادكم هنا جهاد اللسان، لتحموا ظهورنا، وتهيئوا النفوس للمعركة الكبرى مع عدونا)).
ثم ودع محييا، وانطلق يحدوه اليقين، والقلب يتبعه، والعين ترقبه حتى توارى عن ناظري..
عندها رفعت طرفي لأبصر الفجر القادم عند الأفق، قد أطل على الدنيا بضيائه، ليطرد عنا جيوش الظلام.
ملحوظة لمنع الالتباس:نشرت بمجلة مساء تحت اسمي..