.لأن طبيعة علاج الأسنان تتطلب فترة زمنية طويلة وجلسات عديدة تصبح العلاقة بين مريض الأسنان وطبيبه بحاجة الى مزيد من التفاهم والوضوح حتى تكون النتائج ايجابية للطرفين، وفي المملكة يبدو ان في الثقافة الاجتماعية بعض التصورات السلبية عن مفهوم علاج الأسنان والطرق المتبعة فيه، وقد يكون هذا ناتجاً عن ضعف المعلومات لدى المرضى، وهذا الوضع يترتب عليه تأخر كثيرين في العناية بأسنانهم مما يراكم المشاكل ويعقد مسؤولية الطبيب.اللقاء التالي مع الدكتور سعد بن حمد الدهيمي استشاري طب أسنان الأطفال/ اخصائي طب أسنان المجتمع يوضح الكثير من الجوانب الهامة للطرفين المريض وأطباء الأسنان.* "الرياض": ما هي في تصورك، ابرز الأشياء التي يجب أن يعلمها طبيب الأسنان؟ د. الدهيمي: هناك أمور مهمة يجب أن يعلمها طبيب الأسنان كي يقوم بعمله على أكمل وجه هذه الأمور هي على النحو التالي1) التاريخ الطبي للمريض أي هل هناك أمراض سابقة كان يعاني منها أو أي عمل جراحي سابق أو أي أدوية كان يستعملها المريض في السابق أو الوقت الحالي.(2) الحالة الصحية الحالية للمريض هل يعاني من أي مريض أو يستعمل أي أدوية.(3) الحالة النفسية للمريض هل هناك قلق نفسي أو خوف من العلاج لدى طبيب الأسنان.(4) عمر، وجنس المريض والعمر يحدد في الغالب نوعية العلاج المناسب للمريض وكذلك هل المريض ذكر أو أنثى كي يتمكن من التعامل المناسب.(5) مستوى الوعي الصحي والعلمي وتعاون المريض مهم جداً في طريقة العلاج المناسبة.* "الرياض": ما هي أكبر العقبات التي تواجه طبيب الأسنان عند علاج المريض؟ هناك حاجز كبير بين طبيب الأسنان ومريضه هذا الحاجز هو عدم معرفة المريض عن العلاج الذي يناسب حالته مما يجعله يراجع أكثر من طبيب وقد يأخذ أكثر من رأي مما يولد لديه عدم الثقة والتردد في اتخاذ القرار، كذلك حاجز الخوف من طبيب الأسنان الذي يعد من أكثر العوائق التي تقود المريض لعدم طلب المساعدة في مراحل مبكرة من اصابات الأسنان واللثة، اما خلال العلاج فهناك حاجز الثقة في طبيب الأسنان، ودرجة تعقيم الأدوات المستعملة والرغبة في علاج قد لا يناسب حالته والخوف من طبيعة العلاج المؤلمة.* "الرياض": هل هناك فرق بي الطرق التي يستخدمها طبيب الأسنان لعلاج الكبار أو الأطفال؟ نعم هناك فرق في علاج أسنان الأطفال والكبار حيث إن الأسنان اللبنية عند الأطفال خلقت كمرحلة انتقالية فحجمها صغير كي يناسب فم الطفل الصغير وهي تتطلب نوعاً من العلاج مختلفاً عن الأسنان الدائمة. علاج الأسنان اللبنية يعتمد كلياً على درجة تسوس الأسنان وعمر الطفل وكم متوقع أن تبقى هذه الأسنان في فم الطفل، كذلك تعاون الطفل مع طبيب الأسنان يحدد الوسائل المستعملة كي يتم علاج الأسنان اما في العيادة دون أي أدوية للتحكم في سلوك الطفل اذا كان متعاوناً أو باستخدام ادوية تساعد على تهدئة الطفل أو قد يكون تحت التخدير الكامل اذا كان الطفل غير متعاون كلياً ويحتاج لعلاج معظم الأسنان.بالنسبة للكبار هذه الأسنان ستبقى طول العمر لذلك علاج الأسنان يجب أن يكون الهدف الأول فيه هو المحافظة قدر الإمكان على هذه الأسنان وتعويض الأسنان المفقودة قدر الإمكان، كذلك امراض اللثة في الغالب لدى الأطفال اقل منها لدى الكبار والتي قد تستلزم عمل برامج خاصة بالكبار لعلاج مشاكل اللثة ولكن الجميع الصغار والكبار يجب أن يحافظوا على أسنانهم نظيفة باستعمال فرشاة الأسنان للمساعدة في منع مشاكل اللثة ومعجون الأسنان بالفلورايد للمساعدة في مقاومة نخر الأسنان.* "الرياض": الى أي مدى يمكن أن يؤثر الخوف على صحة وسلامة الأسنان؟ الدهيمي: الخوف قد يكون عاملاً ايجابياً أو سلبياً لطلب مساعدة طبيب الأسنان فمثلاً الخوف من فقدان السن أو التورم والآلام المصاحبة لتسوس الأسنان قد يدفع المريض لطلب المساعدة قبل حدوثها ويكون دافعاً للمحافظة على نظافة الأسنان، والخوف من طبيب الأسنان أو من اكتشاف أمراض داخل الفم قد يكون حاجزاً لطلب المساعدة في مراحل مبكرة مما يترتب عليه تفاقم الحالة ويكون التدخل الطبي أكثر تعقيداً ويتطلب علاجاً على مراحل كعلاج جذور الأسنان أو معالجة مشاكل اللثة أو قد يؤدي الى خلع الأسنان لعدم امكانية علاجها، اذاً التدخل المبكر مهم جداً في منع مشاكل قد تتطلب جهداً ووقتاً ومالاً فالخوف قد يكون عاملاً ايجابياً أو عاملاً سلبياً في دفع المريض لتلقي العلاج.* "الرياض": ما هي أسباب الخوف من طبيب الأسنان أو من علاج الأسنان؟ الدهيمي: أسباب الخوف من طبيب الأسنان أو علاجاته عديدة نوجزها بالآتي:1 تجربة مؤلمة سابقة للمريض مع نوع من علاجات الأسنان.2 تجارب الآخرين المؤلمة التي قد تروى للآخرين.3 الخوف من أدوات الأسنان كالابرة وغيرها من الأدوات.4 الخوف من الصوت المزعج لحفار الأسنان.5 الخوف من انتقال العدوى داخل عيادة الأسنان.6 شم روائح نفاذة داخل عيادة الأسنان من المواد المستعملة في العلاج.7 بالنسبة للأطفال الخوف من المجهول حيث لا يعلم ماذا سيعمل له أو قد يكون إحدى وسائل إسكاته في البيت هي بالتهديد بإبرة الطبيب.8 الخوف من الألم بشكل عام.كذلك توجد أسباب أخرى قد تكون غير مثيرة للخوف لديَّ ولديك ولكن تكون مخيفة لأشخاص آخرين.* "الرياض": كيف يمكن أن يؤثر الخوف من طبيب الأسنان على نوعية العلاج المتبعة أو قدرة الطبيب على العلاج؟ د. الدهيمي: مما لاشك فيه أن مهنة طبيب الأسنان مهنة دقيقة وحساسة حيث تتطلب تعاون المريض لفترة زمنية طويلة كي يتم عمل العلاج اللازم الا ان الخوف والحركة وتفادي العلاج يعيق طبيب الأسنان عن اتمام عمله.عند تصنيفنا للمرضى نصفهم حسب تعاونهم هل هو متعاون سليم، أو غير متعاون سليم، أو ذو احتياجات خاصة اما جسدية أو فكرية. التعاون السليم سواء أكان طفلاً أو بالغاً لا توجد صعوبة في علاجه، ولكن غير المتعاون السليم هو الذي يتطلب جهداً أكثر كي يتم اصلاح الأسنان بالشكل المطلوب إذا كان غير المتعاون بالغاً وسبب عدم تعاونه الخوف من الممكن كسر حاجز الخوف باستعمال غاز النايتروس اما اذا كان طفلاً فممكن التحكم في سلوكه باستخدام أدوية وغاز النايتروس أو باستخدام التخدير العام حسب الحاجة ونوعية العلاج اما ذوي الاحتياجات الخاصة فكرياً أو جسدياً فهم في الغالب يتم التحكم في سلوكهم بالأدوية إن أمكن أو بالتخدير الكامل مما سبق تبين لنا ان درجة تعاون المريض أو الخوف من طبيب الأسنان تحدد الطريقة التي يجب اتباعها لكي يتم اصلاح الأسنان بالشكل المطلوب.* "الرياض": كيف يمكن تفادي نشوء الخوف من طبيب الأسنان في الصغر وفي الكبر؟ د. الدهيمي: الإجابة على هذا السؤال سهلة جداً وتنفيذها اسهل لأن ذلك يتطلب تعاون الجميع في رسم صوره جيدة عن الطبيب بشكل عام وتوضيح عمله للطفل كي يعلم لماذا هو في عيادة الطبيب سواء طبيب أسنان أو طبيب بشري، ويجب أن لا نستغل التهديد والوعيد والتحكم في سلوك ابنائنا بتخويفهم من الطبيب أو الممرضة ويجب أن نبلغهم انهم هناك لمساعدتنا.* "الرياض": ما هي الطرق التي يجب على طبيب الأسنان أن يتبعها للتغلب على عقدة الخوف التي يعاني منها المريض؟ د. الدهيمي: يجب على طبيب الأسنان أولاً تشخيص الحالة النفسية للمريض ومحاولة الكلام معه قدر الإمكان لكي يعلم نوعية سلوك المريض ثم يجب أن تكون الزيارة الأولى للكشف وتعقيم الأجهزة والأدوات لكي يفهم لماذا هذه الأجهزة بالذات للأطفال.ويجب إيصال المعلومات للمريض بلغة سهلة يستطيع ان يفهمها وذلك بتسهيل اسماء الأدوات واسماعه أصواتها وجعله يتحسس الأدوات كي لا يشعر بالخوف، احساس المريض باستمرار بأن طبيب الأسنان معه وذلك بالكلام معه وسؤاله كل فترة عن حالته أثناء العلاج وعدم الكذب على المريض وبالذات الأطفال اذا كان هناك خطوة علاج مؤلمة كتخدير الأسنان أو خلع الأسنان وكذلك وضع اشارة بين الطبيب والطفل إذا كان يريد توقف العلاج للحظات مثل رفع اليد مما يولد ثقة وتعاوناً متواصلاً بين الطبيب والمريض والاستماع الكامل لمشاكل الطفل والسماح له بالبكاء اذا أراد واستعمال الوسائل المساعدة في التحكم في السلوك. اذا كان الطفل صغيراً وأسنانه متآكلة والعلاج سيحتاج زيارات متواصلة وعلى فترات طويلة يفضل التحديد الكامل لعلاج أسنانه لعدم نشوء الخوف لديه من طبيب الأسنان مستقبلاً.* "الرياض": هل يمكن أن تتحول الرهبة من زيارة عيادة الأسنان الى مرض مزمن.. كيف ذلك؟ الخوف من طبيب الأسنان قد يتحول الى مرض يصاحبه خوف من أشياء طبية أخرى فمثلاً اذا شم أو سمع أشياء مشابهة لما في عيادة الأسنان تجده يتعرق وتبدأ أعراض الاضطراب لديه لتذكره عيادة الأسنان وما صاحب زيارته لها. هذا بدوره يجعله يرفض التدخل المبكر لعلاج الأسنان ولا يزور طبيب الأسنان الا مرغماً عند حدوث آلام لا يستطيع تحملها وقد يكون سلوكه بالعيادة شيئاً مما قد يؤثر في علاج الأسنان.* "الرياض": ما هي اقتراحاتك واضافاتك حول هذه المشكلة؟ الدهيمي: ننصح الجميع بتفهم طبيعة عمل طبيب الأسنان وتقبل العلاج بكل مراحله بصدر رحب وانشاء علاقة جيدة مع طبيب الأسنان وسؤال طبيب الأسنان عن أي شيء يجهله واخباره عن أي شيء تشعر فيه بخوف كي يستطيع أن يساعد
منقول الرياض.
منقول الرياض.