بسم الله الرحمن الرحيم
بدايةً وقبل كل شيء دعونا نتساءل عن العرضة..
أهي علم؟ أم فن؟ أم ثقافة؟ أم رياضة؟..
يستحيل أن تصنف العرضة ضمن ماسبق، فأنا لا أكاد أراها إلا تقليداً أعمى غرق فيه الأجداد بجهلهم؛ وتبعهم الأحفاد بسخفهم.. حتى انك لترى الجموع الغفيرة تتسابق إليها وتتسارع في منظر يثير في وجدان العاقل الأسى..
أعرف أني بما قلت أبعث في نفوس الكثيرين الغضب، وأكاد أتخيل أحدهم وهو يتميز غيظاً عندما يقرأ ماسبق...
لكن بربكم: دعونا نلقي نظرة عامة متجلية إلى هذا التقليد المقدس عند الكثيرين والمسمى بالعرضة..
وبعيداً عن الدين وان كانت النظرة الدينية للأمور هي الفيصل في حياتنا كمسلمين، وقد حرم العلماء العرضة مستدلين بما رأوه؛ لكن قد يحلو للبعض أن يجادل فلهم نقول:
ماهي العرضة: إنها تقليد أحمق يقوم فيه شاعر( رغم تحفظي على التسمية) يلقي أهازيجً وكلاماً مجمعاً منظوماً تعارف عشاقه على تسميته قصائد ويردد خلفه مجموعة من (الفاضين) مصاحبين ترديدهم بقفزات بهلوانية تذهب الوقار من ذي الوقار وتخرم المروءة من ذي المروءة...
( وقبل ماتزعلوا) دعونا نأخذها:
من ناحية أخلاقية: وما كان لما بُني على جهل إلا أن ينحدر بالأخلاق وينغمس بها إلى الحضيض..
إذا كان من يمسكون بزمام الكلام يتراشقون بمقذع الألفاظ، وإذا كان من ينزل الميدان يتمايل بجنون تمايل السكران فهل ترجي أن تجد للأخلاق محضناً ، وللآداب موطئا.. ولقد حدثني أحدهم انه أصبح يرى شباباً وفتياناً يشغلون أشرطة العرضة ويرقصون معها برقصات السامبا والتانغو وكأنهم في حفل غنائي..
فما استغربت مما قال وإنما أتوقع المزيد، والأيام حبلى بالجديد.. والله المستعان.
من ناحية ثقافية: نشر العامية وتأصيلها وبث روحها في شريان المجتمع، وان كان كلامنا لبعضنا بلهجتنا لعامية إلا أن للشعر العامي دور كبير في تجذيرها، وفي هذا محاربة للفصحى الأصيلة؛ ولغة القرآن الجليلة؛ لأن من تعود على شيءٍ أدمنه...
ألا ترى عظيم الشكوى من انحدار ثقافة الأجيال في مجال اللغة والأدب، حتى إن الرجل المعدود من ذوي الشهادات لا يستطيع أن يكتب صفحة واحدة عن موضوعٍ ما، وان كتب فالأخطاء اللغوية- بله الإملائية- أكثر من عدد الكلمات وكم رأينا من الناس من يحفظ عشرات القصائد العامية بل ويحفّظها لأطفاله ولا تجد لديه من كتاب الله إلا صغار السور، ولو قرأ قصيدةً فصحى لسمعت ما يُبكي سيبويه ويُميت الفراهيدي..
من ناحية اجتماعية: وحدث ولا حرج عن مشاكل ومشاحنات، وتنابز وملاسنات، حتى أصبح السؤال الدارج بعد كل عرضة- أو تجمع غوغائي كما أحب أن أسميها- هو: هل حصل فيها شيء؟! وليس العجب أن يحدث هذا بين أرباب الميكرفونات الجاهلين وإنما العجب أن يتفاعل معهم من حضر؛ وهذا مصداق قوله تعالى" والشعراء يتبعهم الغاوون" إن المجتمع الديراوي لا يزال يذكر ذلك الدم الذي لم يجف بعد على ساحة العرضة ليأتي كبير القوم وفي اليوم التالي وقد استبدت به حمّى التجمع الغوغائي فيقول اعرضوا ما عليكم " ......" ديته مربوطة) أسائلكم بالله بعدها أي همجية وجاهلية أشد من هذه، والشواهد كثيرة من هذا الضرب وأدهى... وقديماً قالت العرب: انك لا تجني من الشوك العنب..
من ناحية سياسية: إن نشر العامية لا يقتصر أذاه على الدين واللغة وإنما يساهم في رسم الحدود السياسية بين الدول الإسلامية عامة والعربية خاصة ويكون سلكاً شائكاً يقطع الطريق أمام كل عابر، ويزرع الشوك في درب الوحدة الإسلامية التي نحلم بها ونسأل الله إياها..
والغريب أني جادلت أحدهم في هذه القضية فانبرى لي بقصيدة عامية لا يفهمها إلا كبار السن في المنطقة تندد بسياسة العرب وضعفهم ...إلى آخره، ولم يدر المسكين انه أوثق الحبل حول عنقه من حيث أراد حل عقدته من معصمه، فما ضاعت الأمة إلا حين أضاعت اللغة وعدّت ما يقوله شعراء العامة والحداثيون شعراً أصيلاً يُحتفى به وتفرد له الصحف الصفحات.. وصدق حافظ إذ يقول:
أرى لرجال الغرب عزاً ومنعةً ********** وكم عز أقوام بعز لغات
من ناحية اقتصادية: وهذا أمر يقر به القريب والبعيد، ويعرفه الجميع ، ولو لم يكن في العرضة إلا سكب الألوف وهدرها في غير مرضاة الله لكفى بها مفسدة..
(طولنا عليكم) اعلم هذا ولايزال في الجعبة الكثير ولكن اكتفي بما ذكرت ..
( لاتفهموني غلط) فأنا لا أحارب لهجتنا التي نتحدثها والتي خلقنا لنجدها في أفواهنا وإنما أسعى للرقي بها نحو لغة القرآن الخالدة علّنا نستعيد عزاً انتكس ومجداً درس..
أخيراً:: تخيلوا لو استبدلنا بالعرضات أمسيات شعرية فصيحة تسري بأشعارها الركبان ..
(( صحيح خيال لكن؛ لا يوجد في الحياة مستحيل))
والسلام عليكم
بدايةً وقبل كل شيء دعونا نتساءل عن العرضة..
أهي علم؟ أم فن؟ أم ثقافة؟ أم رياضة؟..
يستحيل أن تصنف العرضة ضمن ماسبق، فأنا لا أكاد أراها إلا تقليداً أعمى غرق فيه الأجداد بجهلهم؛ وتبعهم الأحفاد بسخفهم.. حتى انك لترى الجموع الغفيرة تتسابق إليها وتتسارع في منظر يثير في وجدان العاقل الأسى..
أعرف أني بما قلت أبعث في نفوس الكثيرين الغضب، وأكاد أتخيل أحدهم وهو يتميز غيظاً عندما يقرأ ماسبق...
لكن بربكم: دعونا نلقي نظرة عامة متجلية إلى هذا التقليد المقدس عند الكثيرين والمسمى بالعرضة..
وبعيداً عن الدين وان كانت النظرة الدينية للأمور هي الفيصل في حياتنا كمسلمين، وقد حرم العلماء العرضة مستدلين بما رأوه؛ لكن قد يحلو للبعض أن يجادل فلهم نقول:
ماهي العرضة: إنها تقليد أحمق يقوم فيه شاعر( رغم تحفظي على التسمية) يلقي أهازيجً وكلاماً مجمعاً منظوماً تعارف عشاقه على تسميته قصائد ويردد خلفه مجموعة من (الفاضين) مصاحبين ترديدهم بقفزات بهلوانية تذهب الوقار من ذي الوقار وتخرم المروءة من ذي المروءة...
( وقبل ماتزعلوا) دعونا نأخذها:
من ناحية أخلاقية: وما كان لما بُني على جهل إلا أن ينحدر بالأخلاق وينغمس بها إلى الحضيض..
إذا كان من يمسكون بزمام الكلام يتراشقون بمقذع الألفاظ، وإذا كان من ينزل الميدان يتمايل بجنون تمايل السكران فهل ترجي أن تجد للأخلاق محضناً ، وللآداب موطئا.. ولقد حدثني أحدهم انه أصبح يرى شباباً وفتياناً يشغلون أشرطة العرضة ويرقصون معها برقصات السامبا والتانغو وكأنهم في حفل غنائي..
فما استغربت مما قال وإنما أتوقع المزيد، والأيام حبلى بالجديد.. والله المستعان.
من ناحية ثقافية: نشر العامية وتأصيلها وبث روحها في شريان المجتمع، وان كان كلامنا لبعضنا بلهجتنا لعامية إلا أن للشعر العامي دور كبير في تجذيرها، وفي هذا محاربة للفصحى الأصيلة؛ ولغة القرآن الجليلة؛ لأن من تعود على شيءٍ أدمنه...
ألا ترى عظيم الشكوى من انحدار ثقافة الأجيال في مجال اللغة والأدب، حتى إن الرجل المعدود من ذوي الشهادات لا يستطيع أن يكتب صفحة واحدة عن موضوعٍ ما، وان كتب فالأخطاء اللغوية- بله الإملائية- أكثر من عدد الكلمات وكم رأينا من الناس من يحفظ عشرات القصائد العامية بل ويحفّظها لأطفاله ولا تجد لديه من كتاب الله إلا صغار السور، ولو قرأ قصيدةً فصحى لسمعت ما يُبكي سيبويه ويُميت الفراهيدي..
من ناحية اجتماعية: وحدث ولا حرج عن مشاكل ومشاحنات، وتنابز وملاسنات، حتى أصبح السؤال الدارج بعد كل عرضة- أو تجمع غوغائي كما أحب أن أسميها- هو: هل حصل فيها شيء؟! وليس العجب أن يحدث هذا بين أرباب الميكرفونات الجاهلين وإنما العجب أن يتفاعل معهم من حضر؛ وهذا مصداق قوله تعالى" والشعراء يتبعهم الغاوون" إن المجتمع الديراوي لا يزال يذكر ذلك الدم الذي لم يجف بعد على ساحة العرضة ليأتي كبير القوم وفي اليوم التالي وقد استبدت به حمّى التجمع الغوغائي فيقول اعرضوا ما عليكم " ......" ديته مربوطة) أسائلكم بالله بعدها أي همجية وجاهلية أشد من هذه، والشواهد كثيرة من هذا الضرب وأدهى... وقديماً قالت العرب: انك لا تجني من الشوك العنب..
من ناحية سياسية: إن نشر العامية لا يقتصر أذاه على الدين واللغة وإنما يساهم في رسم الحدود السياسية بين الدول الإسلامية عامة والعربية خاصة ويكون سلكاً شائكاً يقطع الطريق أمام كل عابر، ويزرع الشوك في درب الوحدة الإسلامية التي نحلم بها ونسأل الله إياها..
والغريب أني جادلت أحدهم في هذه القضية فانبرى لي بقصيدة عامية لا يفهمها إلا كبار السن في المنطقة تندد بسياسة العرب وضعفهم ...إلى آخره، ولم يدر المسكين انه أوثق الحبل حول عنقه من حيث أراد حل عقدته من معصمه، فما ضاعت الأمة إلا حين أضاعت اللغة وعدّت ما يقوله شعراء العامة والحداثيون شعراً أصيلاً يُحتفى به وتفرد له الصحف الصفحات.. وصدق حافظ إذ يقول:
أرى لرجال الغرب عزاً ومنعةً ********** وكم عز أقوام بعز لغات
من ناحية اقتصادية: وهذا أمر يقر به القريب والبعيد، ويعرفه الجميع ، ولو لم يكن في العرضة إلا سكب الألوف وهدرها في غير مرضاة الله لكفى بها مفسدة..
(طولنا عليكم) اعلم هذا ولايزال في الجعبة الكثير ولكن اكتفي بما ذكرت ..
( لاتفهموني غلط) فأنا لا أحارب لهجتنا التي نتحدثها والتي خلقنا لنجدها في أفواهنا وإنما أسعى للرقي بها نحو لغة القرآن الخالدة علّنا نستعيد عزاً انتكس ومجداً درس..
أخيراً:: تخيلوا لو استبدلنا بالعرضات أمسيات شعرية فصيحة تسري بأشعارها الركبان ..
(( صحيح خيال لكن؛ لا يوجد في الحياة مستحيل))
والسلام عليكم
تعليق