Unconfigured Ad Widget

Collapse

وضع الموازين.. لتبيين حيّل العاجزين

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الغمر
    مشرف منتدى شعبيات
    • Feb 2002
    • 2328

    وضع الموازين.. لتبيين حيّل العاجزين

    الحمد لله وكفى , والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى وآله وصحبه ومن ارتضى ........اما بعد
    فان مبحثنا هذا طويل وانصح من لا يستطيع مواصلة القراءه لعلةٍ به او لعدم استمتاعه بطويل المقال ان ينهي الامر من هاهنا مع شديد اسفي على ذلك
    ثم اعلم رحمك الله ان العجز وضده الاستطاعة ينقسم بشموليته الى عجزين ومدار بحثنا هذا متعلقٌ بالانسان
    1- عجز ٌ طبيعي تكويني ملازمٌ للمخلوق وهو العجز في ما لايقدر عليه الى الله كالخلق والرزق والاحياء والاماتة..وهو نوع ٌ يقر به كل احد ولاجدال فيه حتى الملحدون يقرون بعجزهم في مثل تلك الامور وان نسبوها لغير الله .

    2- عجزٌ مكتسبٌ يكتسبه انسانٌ دون انسان,في ما يقدر عليه الانسان اصلاً كالمشي والكلام والاكل والشم والاحساس والتفكير وغيرها من ما وهبه الله للانسان من مقدرات ((والهبة تسترد)) , وهذا النوع هو ما نحن بصدد البحث فيه ان شاء الله , وهو في الاصل ثلاثة اقسام :-
    ا-عجزٌ عضوي مكتسب ومنه ماقد يولد مع الانسان ومنه ما قد يصيبه في مستقبل حياته بتأثير عوامل خارجية في الاصل كالحوادث والامراض والصدمات العصبية والنفسية واصحابها هم من يعرف بالمعاقين ومن ذالك العجز الصمم والشلل والجنون وسمي عجزا لان الاصل في المخلوق السلامة العضوية .
    ب- عجزٌ فكري, وهو عدم قدرة الفكر على ادراك ما يستطيع غيره ادراكه وله في الغالب سببان :- السبب الاول- تأثير البيئة المحيطة على الفكر فينحرف تبعا لانحراف ماحوله وسمي عجزاً لان الاصل في الانسان الفطرة السليمة وهي استيعاب الحق وتقبله ومن ذالك قوله صلى الله عليه وآله وسلم ((مامن مولودٍ الا ويولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه)). وهذا النوع من العجز والذي يسببه المحيط هو السائد قديما وحديثا ولذلك استمرت الاديان والمعتقدات الباطله وانتشرت مع الاخذ بالاعتبار ان للمضلين وروؤس هذه المعتقدات والقائمين بها وعليها الدور الكبير في استمرارها وانتشارها وتوارثها ولنا في ديانات الهندوس والبوذيه والنصرانية واليهودية وسائر الاديان المنحرفه دليلٌ وبرهان وفي مذاهب الرافضة والصوفية وسائر الفرق الضآلة شاهدٌ وبيان, فان استمرار هذا النوع من العجز لدى العآمة يدرّ على اولئك المضلين اموالاً طائلة ويجعلهم مسيطرين على العاجزين آكلين لاموالهم مستحلين لحرماتهم فحرصوا على استمراره وانتشاره.
    وقد يكون العجز الفكري سهل التقويم اذا سلم القلب من العجز ((وعجز القلب هو عدم مقدرته على تقبل الحق وان تيقن منه العقل,وله اسباب سنشرحها لاحقا ان شاء الله)) وعجز القلب والفكر في الغالب لايجتمعان غالباً الا في المسائل العقدية والفكرية البحته فان القلب محل الاولى وعواطفه وهواه دعائم الثانية. وتقويم العجز الفكري اذا سلم القلب سهلٌ اذا ما دعّم بالحجة الواضحة والبرهان القاطع وقد كان ذاك حال الاسلام فانه يستميل القلوب ويجهزها لقبول الحق ويجعل للفكر طريقا نيراً يصل به الى الحق فيدركه . واعلم ان معظم العلوم وما يستجد فيها من اسهل الامور اكتسابا واقربها من ادراك الفكر متى ما وضحت ادلتها وثبتت ولان القلب غالبا يعارض مسائل العقيدة والفكر وليس به عن قبول هذه العلوم عجز .
    السبب الثاني لعجز الفكر-اتباع منهجٍ ضآل ((وكل منهجٍ غير منهج الاسلام الصحيح ضآلٌ مضل))وهذا النوع من العجز الفكري يجد له في القلوب الخاوية الغافلة والعقول الجاهلة صيداً سهلا ومزرعا خصباً ,فان القلب ان لم يتحصن بالايمان والعقل ان لم يتحصن بالعلم الشرعي الصحيح اصبح الدخول اليهما سهلاً ولذلك كان الايمان والعلم الصحيح اشد الحصون مناعةً لحماية صاحبهما من الوقوع في هذا العجز الناتج عن اتباع المناهجٍ المنحرفه.
    وهذا النوع هو اشد انواع العجز خطورة لانه في الغالب يصاحب بعجزٍ قلبي عن قبول الحق ناتجٌ عن اتباع الهوى وتزيين الشهوات والملذات وسرعان ما يتغلغل في القلوب الغافلة وينخر في العقول الجاهلة فيتمكن منها ويجرفها الى اوحال ومستنقعات تلك المناهج النتنة الضآله,ويزين لهم الشيطان اعمالهم فيزيدهم طغيانا وبعدا عن الحق وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا كالعلمانيين ومن شابههم.

    ج-عجزٌ قلبي بصائري يصيب القلب فيجعله عاجزا عن تقبل الحق وهو ناتجٌ عن عجزٍ فكري مجرد او اتباع هوى او كبرٌ وغرور
    1- عجز القلب الناتج عن عجز الفكر :- وهو ماكان عليه الناس قبل الاسلام وهو اهونها واقربها للتقويم وذالك لانه يعتمد اساسا على عجز الفكر وجهله ومتى ما زال عجز الفكر زال عجز القلب عن قبول الحق , وقد وجد الاسلام من اهل هذا النوع من العجز قديما وحديثا القبول فاتبعوه وذالك لانه يخاطب العقل والقلب بمنهجيةٍ واضحةٍ متوافقةٍ مع الفطرةِ السليمةِ فقبلته العقول والقلوب,حيث انه ازال سبب عجز القلب عن قبول الحق بازالته لعجز الفكر عن ادراك الحق بادلته الواضحة وبراهينه النيّرة فرأوا الحق حقا والباطل باطلا بعد ان كانوا من عجز فكرهم يرون الحق باطلا والباطل حقاً.
    2- عجز القلب الناتج عن اتباع الهوى:-وهو منهج اهل الملذات والشهوات فان قلوبهم ترفض الحق لتعلقها بتلك الشهوات التي تخالف الحق وتقبلها للحق يعني بالضرورة تركها ومن الناس من وقع فيه تبعا لبيئته كسائر دول الكفر ومنهم من وقع فيه متأثرا بمنهجيةٍ ضآله كالعلمانيين فان دورهم لايخفى في بلاد الاسلام وقد استقطبوا لصفوفهم بعض ضعيفي الايمان و الجهال وخآصةً الباحثين عن الشهرة واللاهثين وراء الاضواء من من فقدوا حصن القلب وحصن الفكر ,فان الجهال بالشريعة في الغالب يكونون اول المنساقين لهذه الموجات فتخدعهم ببهرجها وحقارة افكارها فيزدادوا جهلاً وهذا مايسمى بالجهل المركب فان الجهل هو عدم تمييز الحق من الباطل فاذا اصبح يرى الحق باطلا والباطل حقاً ويعتقده اصبح جهلاً مركباً,وتعجز قلوبهم تأثرا بمنهجهم عن تقبل الحق تبعا لهوى انفسهم وملذاتها وشهواتها ومتى ما وجد هذا العجز الفكري قلبا خاويا غافلا مال به لذالك فرفض الحق وتبع الباطل وضاع وأضاع والله خيرا حافظا. .
    وعلى القارئ ان يعلم ان الجهل هاهنا غير الاميّة والا لكنّا فرنسا العرب ولاكن الجهل عموما هو عدم تمييز الحق من الباطل والخير من الشر.
    3-عجز القلب الناتج عن الكبر والغرور:-وهو متفشيٌ رغم خطورته فان المتكبر لايقبل الحق من من يتعالى عليه ويرى نفسه اكبر منه وافضل وحتى ولو ادرك فكره الحق واستيقنه قلبه فان القلب يبقى عاجزا عن تقبله والاعتراف به وان استيقنه, وقد يختار صاحبه طريق الهلاك عن طريق النجاة حتى لايتنازل عن كبرياءٍ مزعوم ماجعله الله لاحدٍ من خلقه بل اختص به لنفسه وجعله رداءه.
    ومتى ما اجتمع عجز القلب هذا مع عجزٍ فكري اصبح الانسان بعيدا عن الحق شديد الضلال ,فان ادرك الحق بفكره وعرفه وبقي قلبه عاجزا عن تقبل الحق رافضا له بسبب كبره وغروره فهو اشد ضلالا واكثر بعداً عن الحق وذالك مثل فرعون والنمرود وابي جهل, فانهم ادركوا الحق واستيقنته قلوبهم لكنها بقيت عاجزةً عن تقبل الحق لما فيها من كبر وغرور فكانوا من اصحاب الدرك الاسفل من النار.

    واعلم رحمك الله ان هناك عجزٌ دون عجز من حيث الخطورة وان كنا استشهدنا في معظم ما سبق بالعجز الاكبر خطورة وذلك لتناولنا فيه امور العقيدةِ غالباً, واعلم ان من العجز الصغير او الاقل خطورةٍ عجز المتحاور عن الرد او قبول الحق من محاوره الآخر في امورٍ غير ذات الصلةِ بالعقيدةِ ((لان الحوار في العقيدة والشريعة وماله صلة بهما وقبول الحق فيها ومعرفته يعتمد على الكتاب والسنة الصحيحة وسيرة السلف واقوال اهل الفضل من العلماء الربانيين))
    واعلم ان هذا العجز الصغير ينطبق عليه ما ينطبق على العجز الكبير اقساما ونوعا ومسببات , وقد يحاول العاجز ان يحتال على الناس ليخدعهم ويضلهم متى ما ظهر عجزه امام محاوره وذالك لمواراة عجزه ومحاولته الظهور بظهور المحق دائماً.
    ومن حيلهم:-
    1-استخدام السلطة والقوة فان النمرود لما ظهر عجزه في حواره مع ابراهيم عليه السلام امر بحرقه ليواري عجزه وذالك لسلطته وسيطرته على مكان الحوار وقد تجد من يفعل ذالك من من لهم السلطة في اماكن الحوار ومواضعها وقد تختلف الاساليب بين ايقافٍ للحوار او طردٍ للمحاور المحق.
    2-استخدام الوجاهة والعلاقات المميزة مع اصحاب مواضع الحوار عند ظهور عجز صاحبها ضد محاوره وقد يتدخل صاحب موضع الحوار كرما من نفسه لانقاذ ذالك الوجيه من ما هو فيه من ظهور عجزه . وقد يستعين المحاور بصديقٍ له يعلم انه ذو وجاهة خآصه لانقاذه او قد يتبرع الوجيه من تلقاء نفسه لمواراة عجز صاحبه والارجح ان من يقوم بذالك اعجز من صاحبه.
    3-الافتراء والتزييف فانهم يكذبون عيانا بيانا وان كنت تحاورهم اتهموك بانك تسبهم وتشتمهم ولو راجعت اقوالك لما وجدت ذالك لاكنها من حيلهم لدس عجزهم يخادعون الناس ويضلونهم بكذبهم وهم لايتوقفون عند ذالك بل يكيل لنفسه المديح من انه لا يرضى ان يستكمل حوارا فيه السب والشتم ويوهم الناس انه صاحب الاخلاق والمثل فيبني لنفسه مجدا مزيفا لبناته الاولى كذبة كذبها فاولى بمجدهم ذاك ان يكون سرابا.
    4-قد يبدأ العاجز بمحاولة الخروج من الموضوع ولو اظطره الامر للبدء بالسب والشتم فيعطي لاصحاب موضع الحوار سببا وجيها لقفل الحوار.
    5-ومن حيلهم انهم يدعون انك لاتحاورهم الا لانك تحمل في نفسك عليهم حقدا دفينا وتريد ان تصفي حساباتك القديمة معه ولو راجعت دفاترك وحساباتك لما وجدت له اسما ولا رقما ولا خانه ولاكنه يريد ايهام الناس بسوء نواياك وسلامة نيته وما ذالك منه الا تغطرسا وكبرا حتى لايعترف بالحق , وحتى ولو كان بينكما شئٌ سابق فانه لايذكره الا اذا ظهر عجزه ولنفس العله وبنفس السبب.

    واعلم ان كل ما ذكر بعاليه من حيّل العاجزين ما هي الا من عجز القلب فان الفكر العاجز الغير مصحوب بعجز القلب يستمر في الحوار على قدر ادراكه وهو غالبا لايتعمد الكذب ولا المرواغه حتى يدرك الحق فيعرفه ويعترف به ما لم يعجز قلبه عن تقبله.

    وختاما وقد اطلت عليكم وان كنت لم اوف الامر حقه فانني احسبني قد وضعت موازين كشف حيّل العاجزين فان اخطأت فمن نفسي والشيطان وان اصبت فبتوفيق الله وصلى الله وسلم وبارك عل نبينا وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين
    آخر تعديل تم من قبل الغمر; 13-01-2004, 10:54 PM.
    لعيونك
Working...