Unconfigured Ad Widget

Collapse

مستقبل الشيعة في الخليج

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    مستقبل الشيعة في الخليج

    أدى سقوط النظام العراقي السابق في بغداد إلى جملة تغييرات وتطلعات في منطقة الشرق الأوسط عموماً ومنطقة الخليج خصوصاً.
    وفي حين أوجد هذا السقوط بعضاً من هذه التغييرات، سرّع في الوقت نفسه ظهور بعضها الآخر، والتي كانت حتى وقت قريب مختبئة، أو ظاهرة بشكل خجول.
    ربما كان من الصعب إحصاء التغيرات التي يمكن أن تطرأ على المنطقة في الوقت الحالي أو المستقبلي، إلا أنه من الممكن أحياناً تحديد أكبرها حجماً أو أكثرها عمقاً.
    وهذا ما يتضمن مسألة الشيعة في الخليج العربي وتطلعاتها إثر التغييرات في المنطقة.

    الشيعة في الخليج العربي

    يعتبر أتباع الشيعة في دول الخليج العربي من الأقليات الدينية، حيث لا تتجاوز نسبهم في بعض الدول 10% باستثناء دولة البحرين التي يمثـل الشيعة فيها نسبة كبيرة، بينما تصــل إلى أقل من 5% في سلطنة عمان.
    وعلى الرغم من أن عددهم قليل إلا أنهم يحاولون في هذه المرحلة إبراز أنفسهم كقوة شعبية تؤثر على السياسة العامة للدول الخليجية وإلى البروز بشكل اكبر مستفيدين من الأحداث الأخيرة التي حصلت في العراق والتي أدت إلى زيادة نفوذ الشيعة العراقيين من خلال عدة مسائل:
    وفي حين أوجد هذا السقوط بعضاً من هذه التغييرات، سرّع في الوقت نفسه ظهور بعضها الآخر، والتي كانت حتى وقت قريب مختبئة، أو ظاهرة بشكل خجول.

    1- أن معظم المعارضين العراقيين وقواتهم المدعومين من قبل أمريكا هم من الشيعة العراقيين، أمثال أحمد الجلبي وتنظيم المؤتمر العراقي والجيش التابع له، وكذلك عبد المجيد الخوئي الذي قتل في مدينة النجف العراقية.
    2- بعض رموز المعارضة ذات النفوذ القوي في العراق والمدعومين من قبل إيران (الدولة الشيعية الأولى في العالم) هم من المذهب الشيعي كمحمد باقر الحكيم الذي أمضى أكثر من 21 عاماً في إيران وجيشه المعروف باسم (فيلق بدر) وكذلك بعض الرموز العلمية كالسيستاني.
    3- رموز المعارضة القوية الموجودة في العراق هم من الشيعة، ويأتي على رأسهم مرتضى الصدر الذي ورث من والده المرجعية العلمية والمكانة السياسية في العراق.
    4- أن معظم الحزبيين والفئة الحاكمة التي كانت تساند الرئيس العراقي السابق هم من السنة، والذين انقلب معظم العراقيين عليهم بعد سقوط نظام صدام حسين، رغم أنهم كانوا يعانون كما يعاني الشيعة والأكراد.


    تحركات الشيعة في الخليج

    إن الطائفة الشيعية في دول الخليج العربي بدأت بالفعل بالتحرك لأخذ مكانة أكبر وأهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي على ذلك تستفيد من كل ما يمكن أن يتاح لها.
    حيث استفادت من الوضع البحريني الجديد فيما سمي (بالإصلاحات) التي سمحت للشيعة فيها بأخذ مكانة أكبر في مجمل نواحي الحياة العامة.
    يقول أحد الزعماء الشيعيين في المنطقة خلال إجابته على سؤال حول أحسن الطرق لملئ فراغ الشباب الشيعة بأن هناك عدة أطر منها:
    الإطار الأول: في إتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب حتى يشتركوا في الواقع السياسي لهذه الأمة حتى يعبروا عن آرائهم ويشاركوا فيما يرتبط بالشأن السياسي وهذا يتم عن طريق فتح المجال لوجود مدارس وأحزاب وحركات سياسية والكلام على مستوى العالم الإسلامي ككل.
    الإطار الثاني: الضروري للشباب هو وجود مجال للعمل الفكري والمعرفي ليس فقط على الصعيد الديني والنظري وإنما على الصعيد العملي وجود ورش عمل في مجالات الصناعة وفي مجالات التكنولوجيا ودفع الشباب لهذا الاتجاه هذا أمر مطلوب.
    إلا أن الشيعة في منطقة الخليج حاولت لعب دور هام وغير معلن في الاستحواذ على مشاريع اقتصادية وتكنولوجية غاية في الأهمية داخل مجتمعاتها

    الإطار الثالث: هو الإطار الاجتماعي، نحتاج إلى وجود منظمات وأطر اجتماعية تستوعب هؤلاء الشباب وتوجههم للتطوع في خدمة مجتمعاتهم وأممهم بل والإنسانية جمعاء.

    كما استفاد الشيعة في الكويت من حالة (الانفتاح السياسي) فأصبح لهم ممثلين في البرلمان الكويتي حيث يوجد خمس مقاعد في مجلس الأمة الكويتي للشيعة.
    بالإضافة للعديد من القضايا التي بدأ الشيعة الاهتمام بها وربما من أقلها ظهوراً وأكثرها أهمية في نفس الوقت هي القضية الاقتصادية.
    لا نريد أن نشبه الوضع باليهود الذين عرفوا كيف يحكمون العالم (على قلتهم وتفرقهم) من خلال الاستحواذ على كبريات الشركات الاقتصادية العملاقة في العالم، إلا أن الشيعة في منطقة الخليج حاولت لعب دور هام وغير معلن في الاستحواذ على مشاريع اقتصادية وتكنولوجية غاية في الأهمية داخل مجتمعاتها.
    حيث يلاحظ وجود الكثير من النشاطات التجارية الهامة والقوية والتي يتحكم فيها الشيعة في منطقة الخليج العربي، بعضها معروف من قبل الناس، وأكثرها غير معروفة.

    بالإضافة إلى ذلك يلاحظ كثرة التوجه التحصيلي لدى شبابهم فيما يتعلق بالدراسة في الجامعات الخليجية، فبالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من المدارس التعليمية في مناطق الشيعة، فإن الكثير منهم يتابعون دراساتهم وتحصيلهم العلمي في الجامعات والمعاهد، كما يلاحظ توجههم في دراسة التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها، والفروع الخاصة بالبتروكيميا واستخراج النفط والمعاهد التقنية والتكنولوجيا.
    كما يحتل تجار الشيعة مكانة كبيرة وهامة في تجارة بعض أنواع البضائع في المنطقة، منها الذهب والسمك.....
    ولا يقتصر الأمر على الاهتمام بالنواحي الاقتصادية، حيث يبدوا أن لهم سياسة اجتماعية تتمثل في محاولة زيادة أعدادهم عن طريق تشجيع الزواج والتناسل فيما بينهم، والدعوة الجادة لتكثير التناسل بينهم ، وللحث على الزواج المبكر ، وتعدد الزوجات ، ولذلك فإن من الملفت للنظر إقامتهم لمهرجانات الزواج الجماعية والتي يتزوج فيها بليلة واحدة العشرات منهم.
    على الأقل فإن قضية الشيعة أصبحت منذ الاحتلال الأمريكي للعراق ورقة هامة بيد أمريكا للضغط على بعض الدول المجاورة كدول الخليج وإيران.

    كما أنهم يسعون إلى توزيع كتبهم الشيعية لعامة الناس، ونشر معتقداتهم وأفكارهم، والترويج لشيوخهم وأئمتهم، كما ويطالبون ببناء الأضرحة وإقامة الحوزات العلمية لهم، وما إلى ذلك من محاولات لتضخيم مكانة الشيعة في الخليج عموماً والحصول على مكاسب سياسية واجتماعية واقتصادية لهم.

    مستقبل الطائفة الشيعية في المنطقة

    تتراوح تطلعات الشيعة في منطقة الخليج حسب الدولة التي ينتمون إليها، ففي حين بدأت تطالب في دولة خليجية بمطالب ومكتسبات قدمت لحكومة البلد، حصلت في بلد آخر على تمثيل برلماني ونيابي، وهم في جميع الأحوال يتطلعون إلى المستقبل القريب للاستفادة من الأوضاع التي خلفها سقوط العراق بيد الأمريكان.
    وعلى الرغم من أن الشيعة في الخليج يحرصون على تقديم أشكال الولاء والطاعة لحكام الدول التي يقطنوها، إلا أن هذا لا ينفي تطلعهم نحو إقامة حكم ذاتي شيعي في مناطق تواجدهم كأغلبية، أو حتى قيام حكومة منفصلة شيعية على أبعد تقدير، ذلك أن من سياساتهم الدينية مبدأ (التقية)، حيث يعتبر اتقاء القوي ومجاراته مطلباً دينياً ومبدءاً أساسياً لهم.

    يقول رئيس تحرير صحيفة خليحية يومية أنه: " مهما تواضعت مطالب الشيعة واندمجت اليوم في إطار المطالب الوطنية العامة، فلابد من الإقرار بأن شيئا ما قد تغير بالفعل بعد كل الهزات السياسية والأمنية والثقافية التي عاشتها منطقة الخليج. وليس أقل التغييرات أن يأخذ الشيعة ثقلا سياسيا جديدا، بعد أن كانت إيران تحتضنهم عن بعد".
    في حين أكد أحد رجالات الشيعة أنه "آن الأوان للقيام بمبادرة جريئة وحادة لمعالجة هذه القضية من منطلق الحرص على وحدة الوطن وأمنه بدلا من تركها تتفاقم وتتصاعد بصورة خطيرة وتتحول إلى مشكلة اجتماعية لا يمكن السيطرة عليها".

    وعلى كل التقديرات فإن تحركات الشيعة قد بدأت بالفعل بعيد سقوط النظام العراقي السابق، وهي إن أتيح لها اليوم فرصة لاستغلال مكاسب سياسية واقتصادية ودينية، فإنه قد لا يتاح لها فرصة قريبة بها الحجم، لذلك فمن المنطقي جداً والواضح جزئياً أن الشيعة بدأت بالفعل اقتناص هذه الفرصة وعدم تفويتها أو تركها تمر دون استغلال جيد ومثمر.

    أحداث العراق وأثرها في المرجعيات الشيعية لدى الشيعة الخليجيين

    يتعين على كل شيعي أن يتبع أحد كبار علماء الدين الذين بلغوا مرحلة الاجتهاد، ولا يستطيع أي عالم أن يبلغ هذه المرحلة إلا بعد دراسة معمقة في علوم الشريعة بكافة مجالاتها، وإذا كان هذا العالم نابغاً فقد يطوي المراحل الدراسية خلال عشرين عاماً، وبذلك يصبح مؤهلا لإصدار الفتاوى، ولا شك أنه لن يتمكن من إصدار الفتاوى من دون أن يكون لديه أتباع، ويسمى الشيعة عملية الإتباع هذه بالتقليد، وهي عملية أساسية في الفكر الشيعي.
    بالإضافة على ذلك تحتل المواقع الشيعية "المقدسة" مكانة كبيرة وهامة في قلوب الشيعة، حيث الأماكن التي يجب أن يرتادوها لإقامة شعائرهم وطقوسهم الدينية.
    وحتى وقت قريب كانت إيران بما تحتويه من حوز علمية ومراجع دينية ومواقع مقدسة (مدينة قم) تحتل مكانة كبيرة وخاصة في قلوب الشيعة الخليجيين. أما بعد أن زال الحكم العراقي السني، فقد بدأت المراكز العلمية والأماكن المقدسة العراقية تأخذ مكانتها مجدداً (حيث وصل عدد رواد مدينة النجف الشيعية العراقية إلى أكثر من مليوني شيعي في ذكرى أربعينية الحسين بن علي رضي الله عنهما هذا العام).
    حيث تعتبر العراق مركزا دينيا هاما للشيعة، حيث توجد بجنوبه مناطق يؤمها كل عام ملايين الشيعة من إيران والعراق نفسه ومن لبنان ودول الخليج. هذه المناطق المعروفة في الثقافة الشيعية باسم "العتبات المقدسة" هي كربلاء والنجف حيث يتوجه إليها الشيعة لإحياء ذكرى أربعين الحسين بن علي بن أبي طالب، والذي يدعي الشيعة أنه ثالث أئمتهم.

    وهنا يبرز سؤالاً هاماً وهو: "هل سيؤدي قيام عراق بقيادة شيعية إلى سيطرة إيران على العراق بسبب المرجعية السياسية والدينية؟
    ربما كانت الإجابة (بنعم) السبب الرئيسي وراء امتناع الولايات المتحدة عن دعم الانتفاضات الشعبية (الشيعية والكردية) التي وقعت في جنوب العراق وشماله العام 1991، كما انه كان أيضا أحد أسباب بقاء صدام حسين في السلطة بعيد طرده من الكويت.
    لكن يبدو الآن أن هذه الفرضية كانت غير واقعية وربما كان العكس هو الصحيح. فبدلاً من أن يكون شيعة العراق أداة في يد إيران، يمكن أن يكون مستقبل إيران في يد شيعة العراق الذين يمكن أن يمارسوا عليها، بدعم غربي، نفوذاً هائلاً.
    يقول الكاتب الاميركي فرانك سميث بأن: " قيام حكومة موالية للغرب في بغداد يلعب فيها الشيعة أدوارا كبيرة، يمكن أن تتحّول إلى رافعة دعم للمثقفين ورجال الدين الشيعة المعتدلين في إيران الذين يعارضون سياسة السلطة الدينية المحافظة. وهذا يمكن أن يوّسع قاعدة الإصلاحيين الإيرانيين ويجذب نحوهم شخصيات دينية مهمة".
    محمد عبدالجبار، الرئيس السابق لحزب "الدعوة"، يوافق تماماً على ما يقوله سميث، ويضيف إليه ما هو أهم: "إن حكومة جديدة في العراق ستحدث تغييرات في كل العالم الإسلامي وليس فقط في إيران. والشيعة العراقيون سيلعبون دوراً كبيراً في مثل هذه التغييرات".
    فمن المعروف أنه إذا كانت إيران قد أصبحت المعقل السياسي للشيعة في العالم بعد ثورة 1979 الإسلامية الشيعية، فإن العراق ما زال يعتبر العاصمة الروحية للإسلام الشيعي. وهو بهذه الصفة قادر على التأثير على كل مجريات الأمور في إيران وخارجها.
    وهذا ما تخشاه طهران المحافظة الآن. أي ظهور مرجعية شيعية أخرى تنافسها على الزعامة، وتستطيع خلق متاعب خطيرة لها في خضم صراعها مع الإصلاحيين الإيرانيين. وهذه المرجعية الجديدة ستكون مدعومة من طرفين قويين : الأول وجود قبر الإمام علي رضي الله عنه وباقي المقامات الشيعية في العراق، والثاني الخزائن المالية والديبلوماسية الأميركية الضخمة التي ستوضع في تصّرفها.
    ففي أوائل هذا الشهر اعترف محمد باقر الحكيم، زعيم "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق"، أن "حكومة ما بعد صدام ستدور بلا شك في الفلك الغربي. ورجال الدين (العراقيون) سيكونون مثلهم مثل أي شخص آخر. إنها ستكون ديموقراطية بقيم إسلامية".
    ومعروف أن هذا الشعار الأخير (أي الديموقراطية بقيم إسلامية) هو أيضاً هدف الإصلاحيين الإيرانيين في بلادهم. وهم يتّهمون المسؤولين غير المنتخبين، بقيادة المرشد علي خامنئي، بسوء استخدام السلطة وإثارة الانقسامات والتمردات.
    ويشير هاجر تيموريان، وهو معلق سياسي إيراني يقيم في لندن، إلى أن حدوث مشاركة كبيرة لشيعة العراق في السلطة، "سيكون بمثابة كارثة على النظام الإيراني، إذ سيتوافر للشيعة الإيرانيين حينذاك بديل واضح على بعد أمتار منهم".

    فإذا كان تغيير النظام العراقي وإقامة حكومة شيعية أو على أقل تقدير حكومة شيعية محلية في مناطق عراقية، يمكن أن يحدث كل هذا الأثر في دولة إيران الشيعية القريبة من العراق بسبب قضية المرجعيات والحوزات العلمية والأماكن المقدسة، فكيف هو الأثر في نفوس الشيعة في دول الخليج، لابد أن الأثر كبير جداً وعميق جداً حيث أصبح بالإمكان الآن الاستناد إلى مرجعية عراقية شيعية غاية في الأهمية، وفوق كل ذلك مدعومة أمريكياً.
    لذلك فإن أي فتوة أو قضية تثيرها الحوزة العلمية العراقية القادمة ستكون دستوراً وقانوناً على سائر شيعة المنطقة، وستستطيع تحريك ملايين الشيعة في المنطقة بكل سهولة، كما ستعتبر مرجعاً دينياً وربما سياسياً لهم، ولابد أن هذه المرجعية المدعومة بديمقراطية أمريكا (...) ستعمل على إصدار فتاوى تتناسب مع ميول الولايات المتحدة في المنطقة ومع مصالحها.

    أبرز المرجعيات الشيعية في المنطقة

    1- يعتبر مقتدى الصدر أعلى سلطة دينية لدى شيعة العراق، وهو نجل محمد محمد صادق الصدر الملقّب بـ"الصدر الثاني"، يبلغ من العمر 34 سنة ويقيم في العراق.
    توّلى الإشراف على مرجعية والده ومؤسساته ومكاتبه قبل أربعة أعوام بعد اغتيال والده في شباط 1999 من قبل النظام العراقي.
    وهو رابع أشقائه (مصطفى، مؤمل، مرتضى) حيث اغتيل مؤمل ومصطفى مع والدهما من قبل نظام صدام ويتولى مقتدى ومرتضى الإشراف على الحوزة الدينية في النجف. وهو واثنان من أشقائه متزوجون من بنات محمد باقر الصدر (الأب الروحي لحزب الدعوة).
    تشير مصادر عراقية مطلعة "إلى أن مقلّدي الإمام الصدر منتشرون في معظم المدن العراقية (بغداد، النجف، كربلاء، الناصرية، البصرة).
    وتعتبر مرجعيته من المرجعيات الكبيرة في العراق، خصوصاً انه بقي في النجف بعد اغتيال والده محمد باقر الصدر ووفاة أبو القاسم الخوئي.
    وكان ينظم النشاطات الدينية، واتهمه البعض بأنه على علاقة جيدة بالنظام العراقي، لكن عملية اغتيال والده أثبتت عدم صحة ذلك، وكشفت عن دوره الفاعل في العراق.
    يتولّى مقتدى حالياً متابعة أوضاع الحوزة، وله الكثير من المؤيدين والأنصار.

    2- يعتبر محمد باقر الحكيم من الأرقام الفاعلة اليوم في التشكيل المنتظر لحكم العراق , فهو يعد من أبرز الشخصيات ذات الشعبية في الأوساط الشيعية، ومع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في عام 1981، عمل الحكيم على إقناع الحكومية الإيرانية الثورية الناشئة على تبني المجلس وتشكيل جناحه العسكري - الذي تسمى فيما بعد بفيلق بدر- وبعد تدخلات إيرانية وجهود جبارة تكون "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" في أواخر عام 1982م ، وانتخب الحكيم ناطقاً رسمياً له , غير أنه كان المتنفذ الفعلي في مجريات المجلس ؛والمسؤول عن تمثيله في أي محفل , إلى أن جاء العام 86 وتولى الحكيم فعليا رئاسة المجلس إلى اليوم.
    وتمثل شخصية محمد باقر الحكيم دورا محوريا في تحديد مواقف الحزب ونشاطه السياسي. لذلك يلاحظ بعض المراقبين أن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق تنظيم باسم شخص أكثر مما هو حركة شعبية لها توجهها السياسي.
    3- علي الحسيني السيستاني: من أبرز تلامذة أبو القاسم الخوئي الراحل، ومدرسته الدينية، ‏نقل بعض أساتذة النجف أنه بعد وفاة نصر الله المستنبط اقترح مجموعة من علماء الشيعة على الإمام الخوئي إعداد الأرضية لشخص يشار إليه بالبنان مؤهل للمحافظة على المرجعية والحوزة العلمية في النجف ، فكان اختيار علي السيستاني، وبعد وفاة أبو القاسم الخوئي كان من الستة المشيعين لجنازته ليلاً وهو الذي صلى على جثمانه، وقد تصدى بعدها للتقليد وشؤون المرجعية وزعامة الحوزة العلمية بإرسال الإجازات وتوزيع الحقوق والتدريس على منبر الإمام الخوئي في مسجد الخضراء، وبدأ ينتشر تقليده وبشكل سريع في العراق والخليج ومناطق أخرى كالهند وأفريقيا وغيرها وخصوصاً بين طلاب العلم الشيعي في الحوزات العلمية وبين الطبقات المثقفة والشابة بسبب أفكاره المواكبة للعصر الحديث ، وهو من القلة المعدودين من كبار علماء الشيعة الذين تدور حولهم المرجعية من أهل الخبرة وعلماء الحوزات في النجف العراقية وقم الإيرانية.، حتى أن أتباع أبوة القاسم الخوئي كانوا يفضلونه على ابن أبو القاسم الخوئي (عبد المجيد الخوئي) الذي ورث المنصب من والده.
    بالإضافة إلى عدد من المرجعيات الدينية العراقية من أمثال حسن إسماعيل الصدر ومحمد مهدي الخالصي ..إلخ.

    الشيعة ورقة هامة بيد أمريكا

    من المعروف أن الوضع الراهن في العراق أصبح يخدم المصالح الأمريكية بشكل أساسي، تماماً كما كان مرسوماً لها، حيث منابع النفط العراقية والوجود العسكري الواسع والضغط على بعض الدول المجاورة وتصدير الديمقراطية حتى لو كانت بالاحتلال، والكثير من الإيجابيات التي من الصعب تحديدها والإحاطة بكل جوانبها، لكن على الأقل فإن قضية الشيعة أصبحت منذ الاحتلال الأمريكي للعراق ورقة هامة بيد أمريكا للضغط على بعض الدول المجاورة كدول الخليج وإيران.
    فمن ناحية دول الخليج فإن الازدواجية الأمريكية في معايير الديمقراطية (كازدواجية معايير الإرهاب والاحتلال وغيرها) باتت سلاحاً ذو حدين بيد أمريكا،
    الديمقراطية التي تريدها الولايات المتحدة الآن في الخليج يمكن أن تتمثل في تصدير الديمقراطية المفترضة للعراق، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكثر من مرة بأنه يريد إقامة نظام ديموقراطي في العراق يكون مثالا يحتذى به لبقية دول الشرق الأوسط. وهي إشارة واضحة لمضمونها ولتكرارها بأن الديمقراطية التي تسمح للعراق بأن تحكمه جميع الطوائف الموجودة فيه من شيعة وأكراد وسنة، يجب أن تطبق في بقية دول الشرق الأوسط، ومنها دول الخليج.
    وهذا الأمر يعني (في حال حصوله) أن الشيعة في الخليج ستطالب بدعم أمريكي من الحصول ليس فقط على مكتسبات اجتماعية واقتصادية وفكرية، بل وسياسية أيضاً من خلال حكم محلي مستقل يتمركز في السعودية مثلاً في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، حالها حال شيعة العراق المتواجدة في أغنى مناطق النفط العراقية.
    على الرغم من أن (ديمقراطية) أمريكا سمحت لها –كمثال بسيط- أن تقدم مساعدات مالية تقدر ب47 مليون دولار للفليبين للقضاء على المسلمين فيها، كما قدمت لها أسلحة ثقيلة وخفيفة بملايين الدولارات، ولم تفكر أبدأ بمسألة الحكم الذاتي أو الأقليات.
    يقول حمزة الحسن المتحدث باسم "التحالف الوطني من اجل الديموقراطية" السعودي المعارض من لندن أن: " هذه الحرية المستعادة في العراق سيكون لها تأثير نفسي ومعنوي على الشيعة السعوديين الذين لهم نفس المرجعيات مثلهم مثل الشيعة العراقيين".

    وليس بعيداً فإن المكانة الهامة للعراق بالنسبة للشيعة ستكون هي الأخرى عامل ضغط أمريكي على إيران.
    فقد حافظت النجف العراقية، لفترة طويلة، على مكانتها كأكبر معقل علمي للمذهب الشيعي، وساعد على احتلالها هذه المكانة كونها إحدى «العتبات المقدسة» عند الشيعة، إذ تضم ضريح علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وهو الإمام الأول عندهم، وكونها أكبر «حوزة علمية»، تخرِّج علماء مجتهدين في المذهب الشيعي، ظهر منهم مراجع كبار.
    إلا أن إيران حاولت لوقت طويل أن تستفيد من الوضع العراقي الشيعي، فأقامت مدينة (قم) التي حولتها إلى مدينة (مقدسة) وجعلتها تخرج مرجعيات دينية شيعية للمنطقة، وبعودة ظهور شيعة العراق واستلامهم زمام الحكم، فإن ورقة هامة بيد إيران ستكون قد فقدت، وأصبحت في يد الولايات المتحدة، التي تتحكم بمصير العراق.
    هذا بالإضافة إلى الاختلاف في مسألة (التقية ) وولاية الفقيه، وبعض الأمور الأخرى التي يمكن لشيعة العراق من خلالها جعل مدينة النجف معقلاً للمعارضة الإيرانية وللجناح المعتدل كما أسلفنا من قبل.
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
Working...