Unconfigured Ad Widget

Collapse

أفكار ومقترحات حول هجمات الرياض

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    أفكار ومقترحات حول هجمات الرياض

    الهجمات الثلاث التي تعرضت لها مدينة الرياض يوم الاثنين الماضي - بغض النظر عن هوية المنفذين ودوافعهم - قضية يجب أن تعطى الحجم الذي تستحقه من اهتمام وتوجيه كل صاحب منبر إعلامي ودعوي، بعيداً عن التداخلات، والارتجالية التي تزيد الأمر تعقيداً وسوءاً.
    وكخطوة عملية في هذا الاتجاه، ولتزاحم المشاعر والأفكار، وتداخلها في قضية ضخمة كهذه، فقد قام موقع (الإسلام اليوم) بإجراء اتصالات مكثفة، وعقد حلقات نقاش متفرقة، ضمت عدداً من أهل العلم والدعوة، وعدداً آخر من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية ؛ لاستطلاع آرائهم حول طريقة معالجة هذه الأحداث، وكيفية عرضها أمام المجتمع بشفافية عالية وحس مسؤول، يستشعر الواقع ويستشرف المستقبل، بعيداً عن أساليب المعالجة النمطية التي تعتقد أن حل المشكلة ينتهي عند إدانة الحدث وشتم المنفذين، ونشر صورهم وتاريخ ميلادهم وصور منازلهم، وتجريدهم من إنسانيتهم فحسب.
    وقد قمنا بترتيب مجموعة من القضايا -التي يمكن الاستفادة منها في إعداد خطاب هادف- تعين على التبصر في الأمر، وتكوين الوعي، وتجلية الحقائق، ونحن الآن نضعها بين أيديكم، آملين أن نحظى بتسديدكم واقتراحاتكم:
    1 ـ من واجب الكافَّة الحديث بوضوح لا لبس فيه عن الحكم الشرعي لمثل هذه الأعمال، وبيان حرمتها بالأدلة الشرعية المحكمة، ورفض استخدام العنف والقوة في التغيير وتحقيق الأهداف؛ لأن هذا يعني القضاء على الحوار الصادق الجاد , والحوار الجاد هو المدخل الطبيعي لأي إصلاح منشود.
    2 ـ إلى أن تسفر الحقيقة عن تحديد هوية المنفذين ودوافعهم؛ يجب عدم إلقاء التهم جزافاً، كما يجب عدم مجاملة الاستخدام الخاطئ للعنف؛ مهما تكن الذرائع والأسباب والمبررات من منطلق:
    أ ـ نظر شرعي: قائم على حفظ الدماء, سواء كانت دماء مسلمين, أو قوم لهم عهد وذمة , ولو كان في عقد الأمان مخالفة لبعض مسائل الشريعة؛ فإن العقد والعهد إذا أجراه صاحب السلطان جاز لعلماء المسلمين نقده, وبيان مخالفته ؛ لكن لا يسوغ ولا يجوز هتك العهد ؛ بل هو ذمة واجبة على المسلمين .
    ب ـ ونظر مصلحي: غير معزول, ولا مفصول عن النظر الشرعي، يراعي أن هذه الأعمال قد تكون شرارة لنار يتسع مداها, ويترتب عليها اختلال أمر الأمن, واضطراب الناس, وتطلع أصحاب الأغراض الخاصة من كافة المشارب والاتجاهات؛ لتحقيق مآربهم من خلال استخدام القوة, أو التهيؤ لذلك والإعداد له .
    إن انطلاق الشرارة الأولى لاختلال الأمن قد تؤدي إلى دوامة يفقد الجميع فيها السيطرة ؛ ففي كل مجتمع يوجد اتجاهات فكرية متناقضة , وطموحات متفاوتة , وانقسامات إقليمية وطائفية وقبلية . وظهور الخلل يفتح المجال لقطع الطرق, والعدوان على الناس, وتنامي النـزعات الخاصة، على نحو ما نراه في العراق وغيره, والتاريخ الحديث والقديم يشهد بذلك.
    فضلاً عن كون هذه المناخات المضطربة فرصة للأعداء المتربصين، الذين ينتظرون الذرائع للتدخل بكافة صوره، فضلاً عن فتح المجال لضعفاء الإيمان, وأصحاب الاتجاهات الفكرية الأخرى؛ للطعن في المؤسسات العلمية والعملية, والتربوية القائمة, وإدانة المرجعية الإسلامية التي يستند إليها المجتمع .
    3 ـ كون المستهدفين هم الأمريكان؛ فإن هذا يؤكد أنه لا يمكن عزل ما حدث عن الموقف من الإدارة الأمريكية, ورفض سياساتها التعسفية الاستعلائية الانفرادية، وليس حكراً على بلد متدين كالسعودية , ولا على دول عربية ولا إسلامية ، فالكراهية لتلك السياسات الفاسدة تتنامى في سائر أنحاء أوروبا, وأمريكا الجنوبية, والصين, وغيرها .
    وثمة عامل إضافي يخص العالم الإسلامي ،وهو أنه المستهدف الأول بدينه وثقافته, وأرضه وخيراته، ومنهج حياته ،كما هو مشاهد للعيان .
    والعربي والمسلم بطبيعته يرفض الذل، ولولا قيد الدين وأثره في منع الناس من الاندفاع؛ لكان الأمر أشد وأعظم وأنكى.
    لقد تجاوز الأمريكيون الحدود في الاستخفاف بالشعوب وتجاهل إرادتها، ومع هذا فإن من الحكمة القول: إن الإدارة الأمريكية أو بعض متطرفيها قد يطيب لهم اضطراب الأمن في أي بلد إسلامي؛ لأنه قد يمنحهم ذريعة حاضرة أو مستقبلة في التدخل بحجة المتابعة الأمنية, أو الحفاظ على المصالح, أو إغلاق هذه المؤسسة, أو تلك ، وقد تتطور الأمور بشكل لا يمكن التحكم فيه .
    4ـ يجب صناعة الجو والمناخ الصالح الذي تشيع فيه روح العدالة والإنصاف، وتحفظ فيه حقوق الناس كافة ، ويتمتع الفرد فيه بذات الفرصة التي يتمتع بها أخوه الآخر ، ويستطيع أن يعبر عن رأيه ووجهة نظره بالكتابة, أو بالخطابة, أو بأي صورة من صور التعبير الرشيد , ويتحمل مسؤولية هذه الكلمة وتبعاتها في الدنيا والآخرة , ويحاسب كل من أخل بمبدأ, أو تجاوز حداً, أو تعدى على مقدس، أو أساء إلى أحد , ضمن المعايير الشرعية التي يتفق عليها الجميع .
    إن المجتمع العادل الذي يتمتع بالحقوق والحريات المضبوطة بضابط الشرع فحسب؛ هو مجتمع محروس بعناية الله, محفوظ من الانسياق وراء الاعتبارات الخاصة, والرؤى الضيقة, وهو الذي يشعر كل فرد فيه بمسؤوليته تجاه القضايا والقرارات الصغيرة والكبيرة .
    5ـ الإطار المبدئي -الذي يمكن الانطلاق منه- هو مبدأ الحوار النـزيه، المحتكم إلى مسلمات الشريعة ومقرراتها , والذي من حق كل إنسان أن يشارك فيه, ويقدم ما لديه ؛ فالبلد بلده, والمصلحة له ولمن بعده , ولا يستبعد من هذا الحوار صاحب فكر بحجة الغلو أو غيره ؛ فالفكر يعالج ويصحح بالفكر والحجة والبرهان.
    المهم هو عدم الاحتكام إلى السلاح والقوة في حل الإشكالات، أو تحقيق المطالب .
    6 ـ من الخطأ أن تستغل الأزمات والأحداث التي تهدد المجتمع بطريقة تصفية الحسابات مع هذا الطرف أو ذاك, على نحو ما تصنعه بعض الجهات الإعلامية, من توظيف الأحداث؛ لتحقيق رؤية خاصة أو مصادرة طرف ما , أو الزج بالتهم دون حساب!
    إننا نذكر بالبغي الأمريكي الذي زج بالعرب والمسلمين والسعوديين في أحداث سبتمبر على قاعدة "من لم يكن معي؛ فهو ضدي" وقاعدة "محور الشر, والدول المارقة".
    ويجب الحذر أن يمارس أحد الدور ذاته, وأن نتوقف عن أي أسلوب من شأنه أن يزرع بذور الفرقة والشتات والتنازع داخل المجتمع المسلم .
    فالموقف يتطلب قدراً عالياً من الإحساس بالمسؤولية, والشفافية في الأقوال والعبارات والمواقف, واستشعار حقيقة الخطر الداهم . والكلمة أمانة, ورب كلمة تهوي بصاحبها في النار, يقول الله - عز وجل-: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً)[الإسراء – 53] .
    إن توسيع دوائر الاتهام -الذي يصنعه البعض- يزيد الشعور بالعدوان والظلم, ويدفع أطرافاً أخرى إلى أتُون المواجهة. ومن يتمتع بحس شرعي – أو حتى وطني- لا يسوغ له أن يساهم في نقل الحريق إلى مناطق آمنة أو هادئة ؛ بل الحكمة والمصلحة تقتضي عزل الحادث ضمن إطاره المحدود , وألا يتحول المجتمع السعودي كله إلى مجتمع متهم، عليه أن يثبت براءته !!

    ***********

    هذا عرض مجمل لأهم الأفكار التي نوصي إخواننا الإعلاميين والخطباء بتناولها والحديث عنها، وهي امتدد لما سبق عرضه في بيان (الجبهة الداخلية) بأسلوب علمي مؤصل بالأدلة الشرعية، وتبناه الموقع ووقع عليه مجموعة من العلماء والدعاة، وتم نشره في تاريخ 12\1\1424 وفيه أكد على عدم تسويغ الفتك العام، إذ أنه مقام ضلت فيه أفهام، وزلت أقدام، ولا سيما أن كثيراً مما يقع منه زمن الفتنة يقع بنوع من التأويل الذي يظنه بعض الناس اجتهاداً مناسباً لإذن الشارع ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما حصل بمثل هذا التأويل من الشر والفتن وأنه سفك به دماء قوم من المؤمنين وأهل العهد، وقدر من ذلك وقع لقوم من الفضلاء الكبار من صدر هذه الأمة.
    وأورد البيان ما صح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن" أخرجه أبو داود، ومعلوم عند سائر فقهاء المسلمين أن الكفر لا يوجب هدر الدم في كل الأحوال بل يعصم الدم بالعهد والأمان والجزية والصلح وغير ذلك، بل من المقرر عند أئمة السنة أن حل الدم لا يوجب لزوم سفكه إذا اقتضت المصلحة العامة عدم ذلك كما ترك الرسول صلى الله عليه وسلم قتل عبد الله بن أبي لمصلحة عامة المسلمين حتى لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه.
    ونحن وإن كنا نعلم أن هذا كله من الأمور الواضحة الجلية عند أهل العلم، إلا أن مجريات الأحداث، وتداخل الأفكار، واضطراب الحال يوجب تأكيد هذا الأمر وتكرار النصح، والتحذير والبلاغ حفظاً لعصمة الأمة وشأنها، ولئلا تزل قدم بعد ثبوتها ويذوق أهل الإسلام السوء من تسلط بعضهم على بعض فضلاً عن تسلط عدوهم عليهم، واغتنامه الفرصة بتحريض المسلم على أخيه.
    وللاستزادة والإطلاع على كامل البيان يمكن الرجوع إليه عبر هذا الرابط


    بيان الجبهة الداخلية
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
Working...