لا يولد القادة والأبطال إلا من رحم أمة أدركت أن قدرها الإلهي يسوقها دوماً إلى إنفاذ أقدار والأخذ بالأسباب في المحافظة على نواميس كونه إعلاء كلمته سبحانه وتعالى. وإعلاء كلمة الله عمل يحمل في طياته كنـزاً ذاخراً من المعاني، ليس منها حمل الناس قسراً على الإيمان بالله سبحانه وتعالى (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين). ولكن المعنى العظيم المراد من إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى يكمن في إعادة الأمور إلى نصابها ودحر المعتدين بكافة صورهم وألوانهم وأشكالهم فالاعتداء على دين الله وشرعته ونواميسه الكونية التي أقرها تخل بتوازن الكون وطبيعة الأشياء.
وإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله سواء كان جهاد دفاع أو جهاد مبادرة إنما هو ذروة سنام الإسلام وبه عزن،ا ومن خلاله نؤثر إيجاباً ولا نتأثر سلباً. وقد آثرت أن أذكر الجهاد في معناه المألوف لدرء مظنة أن يحمل القول بعيداً عن جهاد السيف كما يروق للكثيرين أن يفعلوا تخوفاً منهم من مغبة غضبة الباطل وجلبته، ولكنه الحق، ولا يليق بأمة هذا تاريخها أن تتنصل باستخذاء من سبيل عزها ورفعة شأنها.
إن إعلاء كلمة الله جل وعلا، إضافة إلى ما تقدم، هو سر عبوديتنا له، وعبوديتنا لله سر هذا الوجود الإنساني على وجه البسيطة. ومن معين هذه العبودية يعلمنا الله جل في علاه أن الكون في تمامه وكماله لا ينصلح حاله إلا بتحقيق العبودية له وحده شاء من شاء وأبى من أبى، فالمسلم والكافر هم عبيد لله سبحانه وتعالى أقر بها المسلم طائعاً مختاراً وأنكرها الكافر ظلماً وعدواناً. ومن كفر بالله كفراً يجحد معه نعمه وعبوديته ونواميسه لحري بأن يكون مصدراً عظيماً من مصادر الظلم والعدوان والبغي، يؤذي بذلك نفسه وأهله ومجتمعه بل أرضه وبيئته وماءه وهوائه فيفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل. وكأنى بمخلوقات الله تتنادى فيما بينها وتجأر إلى الله أن يرفع عنها عدوان من جحد بربوبيته وألوهيته. وهاهو الله سبحانه وتعالى يعلمنا بأن كل شيء خلقناه بقدر (وكل شيء خلقناه بقدر) وأنه (وضع الأرض للأنام) وبأنه رفع السماء، وبأنه تقدس في علاه واضع الميزان لكل ذلك. فإذا بالجاحد المغتر يعيث في الأرض فساداً فيتطاول على الله سبحانه وتعالى محاولاً تغيير نواميسه ويخل بالميزان الرباني، ليظلم الحيوان حيث لا يحسن ذبحه ويظلم البيئة بجشع استغلاله وليظلم العلوم ومصادر الكون بتسخيرها للقتل والأذى والدمار الشامل وليلوث الهواء والماء إضافة إلى إفساد العقول وخراب القلوب (إن الشرك لظلم عظيم) ليس لنفس الإنسان فحسب بل لكل ما يحيط به وهنا مكمن السر والمقصد من إعلاء كلمة الله. فليس الغرض من إعلاء كلمة الله حمل الناس قسراً على الإيمان به سبحانه وتعالى ولكن الغرض هو الحفاظ على نواميس الله في الكون لينعم كل مخلوق في ظل ميزان الله وعدالته المطلقة فيسعد الإنسان بره وفاجره ويستقيم أمر الكون في ظل العبودية لله وحاكميته جل وعلا، فتقوم الحجة ويدرك الكافر حقيقة ظلمه لنفسه ولغيره بكفره. ولأن يعيش الكون في ظل هذه العبودية التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بتحقيقها من خلال إعلاء كلمته خيرٌ للبشرية جمعاء برها وفاجرها ولمخلوقات الله من حيوان ونبات وجماد من أن تتحكم فيها قوى الظلم والعدوان لتخل بموازين الله في الكون.
إن إدراكنا لروح وسر العمل على إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى يفسر لنا وللأجيال المتعاقبة من بعدنا قرارات مصيرية اتخذها قادة عظام تعاقبوا على أمتنا الخالدة. هذا نبي الأمة صلوات الله وسلامه عليه يشحذ فينا علو الهمة ويؤدبنا بحسن الخلق وإكرام قيمة الإنسان والحيوان بل والنبات والجماد، أولم تدخل امرأة النار في هرة؟ أولم يدخل رجلاً الجنة في كلب؟ أليس في كل كبد رطبة أجراً؟ أولم يأمرنا بالقصد في كل أمورنا حتى في الوضوء على جانب النهر؟ أولم ينهانا عن قطع شجرة وترويع الآمنين؟ وهذه العهدة العمرية لأهل إيلياء وسام على جبين الأمة الأغر تقتدي بها الشعوب لتتعلم على أعتاب عمر وأمثال عمر أدب الفاتحين وسمو أخلاقهم عندما يكون الفتح في سبيل الله وإعلاء كلمته. وجاء من بعدهم من حذا حذوهم كالسلطان التقي العادل نور الدين محمود بن زنكي رضي الله عنه الذي أدرك حقيقة معنى العبودية لله وإعلاء كلمته وغرسها في قادته وجنوده وعلمهم خلق الإسلام وحفظ المواثيق وتأمين المسالمين، فكان بحق مجدداً لهذه الأمة وكان بحق من يجب أن يشار إليه بالبنان في تجديد وترسيخ مفهوم الفتح الأخلاقي الهادف إلى مقاومة العدوان والظلم والاضطهاد فدخل في كنف عدالته وتقواه (رحمه الله) العربي والأعجمي والمسلم والنصراني. وهو من تربى في كنفه السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب هازم الصليبيين ومحرر بيت المقدس، الذي أبى أن ينحدر إلى خلق الصليبيين فينتقم من غدرهم أو يسفك دمائهم أو يروع نسائهم وأطفالهم كما فعلوا بالمسلمين أينما وجدوهم. لقد أدرك السر وعلم (رحمة الله) أن القصد ليس الانتقام أو حمل الناس قسراً على دين الله ولكن القصد وحقيقة الأمر أن يعلي كلمة الله ويبسطها على الكون لينعم الجميع في ظل هذه العدالة الربانية، فخلى سبيل الأسرى وأبلغهم مأمنهم وأمَّن الرهبان والأحبار في دورهم وكنائسهم وبقدر ما كان يدمي قلبه اتخاذ النصارى للمسجد الأقصى زريبة لخنازيرهم إمعاناً منهم في إيذاء المسلمين بقدر ما كان عفوه عن القوم وترفعه عن أن يعاملهم بأخلاقهم، رافضاً أن يتساوى وإياهم، ضارباً أعلى الأمثال وأعظمها لخلق القائد المسلم الحق.
إن واجبنا كأمة مسلمة أن تدرك المعنى والسر من وجودنا وعبوديتنا لله، فنكون الملاذ الآمن لكل خائف والناصر لكل مظلوم والرافع لكل اضطهاد في هذا الكون، لينعم الحجر والشجر والماء والهواء والإنسان والحيوان بالعدالة المطلقة في ظل عبودية الله سبحانه وتعالى. وما مقاومة العدوان بكل صوره وأشكاله وألوانه إلا عملاً أصيلاً وديناً يشرف به المسلمون ويتعبدون به لله وما نور الدين وصلاح الدين إلا رجالاً أنجبتهم هذه الأمة في أحلك لحظاتها ليتجدد بهم أمر الإسلام. فالأمة لم تمت ومعينها لم ينضب، وإن كان صلاح الدين قد مات فلا يفرحن بذلك أعداء الله إذ أن في الأمة ألف صلاح الدين ترضعهم أمهاتهم تلك المعاني السامية لينجدوا الأمة ويحيوا فيها روح الجهاد بكل أبعاده، وليستقيم أمر الدنيا ولتنعم الفطرة السليمة وليسبح الإنسان والحيوان والنبات والجماد بحمد الله سبحانه وتعالى.
إننا اليوم، وبالرغم مما نحن فيه، أمة لا تزال تشتعل فيها جذوة الجهاد ومقاومة العدوان، فما خبا الجهاد في قطر إلا وأظهره الله في قطر آخر، والجهاد بالحياة بكل أشكاله هو مقاومة للعدوان على الحياة بكل أشكاله، وعلى صغيرنا وكبيرنا، الرجل فينا والمرأة، العربي فينا والأعجمي، أن يجعل نصب عينيه تحقيق رسالته التي أمره الله بها على هذه الأرض والنظر بعين الأمة والعمل على تحقيق الهدف الأسمى، لا النظر بعين المصلحة الذاتية أو الهدف الشخصي. إن ما يحدث اليوم من مخاض في الأمة ورفض للعدوان لهو المخاض الذي سينجب للأمة أمثال العادل نور الدين محمود بن زنكي والناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) ولا يغلب عسر يسرين والعاقبة للمتقين، (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
وإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله سواء كان جهاد دفاع أو جهاد مبادرة إنما هو ذروة سنام الإسلام وبه عزن،ا ومن خلاله نؤثر إيجاباً ولا نتأثر سلباً. وقد آثرت أن أذكر الجهاد في معناه المألوف لدرء مظنة أن يحمل القول بعيداً عن جهاد السيف كما يروق للكثيرين أن يفعلوا تخوفاً منهم من مغبة غضبة الباطل وجلبته، ولكنه الحق، ولا يليق بأمة هذا تاريخها أن تتنصل باستخذاء من سبيل عزها ورفعة شأنها.
إن إعلاء كلمة الله جل وعلا، إضافة إلى ما تقدم، هو سر عبوديتنا له، وعبوديتنا لله سر هذا الوجود الإنساني على وجه البسيطة. ومن معين هذه العبودية يعلمنا الله جل في علاه أن الكون في تمامه وكماله لا ينصلح حاله إلا بتحقيق العبودية له وحده شاء من شاء وأبى من أبى، فالمسلم والكافر هم عبيد لله سبحانه وتعالى أقر بها المسلم طائعاً مختاراً وأنكرها الكافر ظلماً وعدواناً. ومن كفر بالله كفراً يجحد معه نعمه وعبوديته ونواميسه لحري بأن يكون مصدراً عظيماً من مصادر الظلم والعدوان والبغي، يؤذي بذلك نفسه وأهله ومجتمعه بل أرضه وبيئته وماءه وهوائه فيفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل. وكأنى بمخلوقات الله تتنادى فيما بينها وتجأر إلى الله أن يرفع عنها عدوان من جحد بربوبيته وألوهيته. وهاهو الله سبحانه وتعالى يعلمنا بأن كل شيء خلقناه بقدر (وكل شيء خلقناه بقدر) وأنه (وضع الأرض للأنام) وبأنه رفع السماء، وبأنه تقدس في علاه واضع الميزان لكل ذلك. فإذا بالجاحد المغتر يعيث في الأرض فساداً فيتطاول على الله سبحانه وتعالى محاولاً تغيير نواميسه ويخل بالميزان الرباني، ليظلم الحيوان حيث لا يحسن ذبحه ويظلم البيئة بجشع استغلاله وليظلم العلوم ومصادر الكون بتسخيرها للقتل والأذى والدمار الشامل وليلوث الهواء والماء إضافة إلى إفساد العقول وخراب القلوب (إن الشرك لظلم عظيم) ليس لنفس الإنسان فحسب بل لكل ما يحيط به وهنا مكمن السر والمقصد من إعلاء كلمة الله. فليس الغرض من إعلاء كلمة الله حمل الناس قسراً على الإيمان به سبحانه وتعالى ولكن الغرض هو الحفاظ على نواميس الله في الكون لينعم كل مخلوق في ظل ميزان الله وعدالته المطلقة فيسعد الإنسان بره وفاجره ويستقيم أمر الكون في ظل العبودية لله وحاكميته جل وعلا، فتقوم الحجة ويدرك الكافر حقيقة ظلمه لنفسه ولغيره بكفره. ولأن يعيش الكون في ظل هذه العبودية التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بتحقيقها من خلال إعلاء كلمته خيرٌ للبشرية جمعاء برها وفاجرها ولمخلوقات الله من حيوان ونبات وجماد من أن تتحكم فيها قوى الظلم والعدوان لتخل بموازين الله في الكون.
إن إدراكنا لروح وسر العمل على إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى يفسر لنا وللأجيال المتعاقبة من بعدنا قرارات مصيرية اتخذها قادة عظام تعاقبوا على أمتنا الخالدة. هذا نبي الأمة صلوات الله وسلامه عليه يشحذ فينا علو الهمة ويؤدبنا بحسن الخلق وإكرام قيمة الإنسان والحيوان بل والنبات والجماد، أولم تدخل امرأة النار في هرة؟ أولم يدخل رجلاً الجنة في كلب؟ أليس في كل كبد رطبة أجراً؟ أولم يأمرنا بالقصد في كل أمورنا حتى في الوضوء على جانب النهر؟ أولم ينهانا عن قطع شجرة وترويع الآمنين؟ وهذه العهدة العمرية لأهل إيلياء وسام على جبين الأمة الأغر تقتدي بها الشعوب لتتعلم على أعتاب عمر وأمثال عمر أدب الفاتحين وسمو أخلاقهم عندما يكون الفتح في سبيل الله وإعلاء كلمته. وجاء من بعدهم من حذا حذوهم كالسلطان التقي العادل نور الدين محمود بن زنكي رضي الله عنه الذي أدرك حقيقة معنى العبودية لله وإعلاء كلمته وغرسها في قادته وجنوده وعلمهم خلق الإسلام وحفظ المواثيق وتأمين المسالمين، فكان بحق مجدداً لهذه الأمة وكان بحق من يجب أن يشار إليه بالبنان في تجديد وترسيخ مفهوم الفتح الأخلاقي الهادف إلى مقاومة العدوان والظلم والاضطهاد فدخل في كنف عدالته وتقواه (رحمه الله) العربي والأعجمي والمسلم والنصراني. وهو من تربى في كنفه السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب هازم الصليبيين ومحرر بيت المقدس، الذي أبى أن ينحدر إلى خلق الصليبيين فينتقم من غدرهم أو يسفك دمائهم أو يروع نسائهم وأطفالهم كما فعلوا بالمسلمين أينما وجدوهم. لقد أدرك السر وعلم (رحمة الله) أن القصد ليس الانتقام أو حمل الناس قسراً على دين الله ولكن القصد وحقيقة الأمر أن يعلي كلمة الله ويبسطها على الكون لينعم الجميع في ظل هذه العدالة الربانية، فخلى سبيل الأسرى وأبلغهم مأمنهم وأمَّن الرهبان والأحبار في دورهم وكنائسهم وبقدر ما كان يدمي قلبه اتخاذ النصارى للمسجد الأقصى زريبة لخنازيرهم إمعاناً منهم في إيذاء المسلمين بقدر ما كان عفوه عن القوم وترفعه عن أن يعاملهم بأخلاقهم، رافضاً أن يتساوى وإياهم، ضارباً أعلى الأمثال وأعظمها لخلق القائد المسلم الحق.
إن واجبنا كأمة مسلمة أن تدرك المعنى والسر من وجودنا وعبوديتنا لله، فنكون الملاذ الآمن لكل خائف والناصر لكل مظلوم والرافع لكل اضطهاد في هذا الكون، لينعم الحجر والشجر والماء والهواء والإنسان والحيوان بالعدالة المطلقة في ظل عبودية الله سبحانه وتعالى. وما مقاومة العدوان بكل صوره وأشكاله وألوانه إلا عملاً أصيلاً وديناً يشرف به المسلمون ويتعبدون به لله وما نور الدين وصلاح الدين إلا رجالاً أنجبتهم هذه الأمة في أحلك لحظاتها ليتجدد بهم أمر الإسلام. فالأمة لم تمت ومعينها لم ينضب، وإن كان صلاح الدين قد مات فلا يفرحن بذلك أعداء الله إذ أن في الأمة ألف صلاح الدين ترضعهم أمهاتهم تلك المعاني السامية لينجدوا الأمة ويحيوا فيها روح الجهاد بكل أبعاده، وليستقيم أمر الدنيا ولتنعم الفطرة السليمة وليسبح الإنسان والحيوان والنبات والجماد بحمد الله سبحانه وتعالى.
إننا اليوم، وبالرغم مما نحن فيه، أمة لا تزال تشتعل فيها جذوة الجهاد ومقاومة العدوان، فما خبا الجهاد في قطر إلا وأظهره الله في قطر آخر، والجهاد بالحياة بكل أشكاله هو مقاومة للعدوان على الحياة بكل أشكاله، وعلى صغيرنا وكبيرنا، الرجل فينا والمرأة، العربي فينا والأعجمي، أن يجعل نصب عينيه تحقيق رسالته التي أمره الله بها على هذه الأرض والنظر بعين الأمة والعمل على تحقيق الهدف الأسمى، لا النظر بعين المصلحة الذاتية أو الهدف الشخصي. إن ما يحدث اليوم من مخاض في الأمة ورفض للعدوان لهو المخاض الذي سينجب للأمة أمثال العادل نور الدين محمود بن زنكي والناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) ولا يغلب عسر يسرين والعاقبة للمتقين، (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)