Unconfigured Ad Widget

Collapse

الغرب يمارس الإرهاب ضد الحقيقة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    الغرب يمارس الإرهاب ضد الحقيقة

    وصف المفكر العربي الدكتور محمد جابر الأنصاري حالة الضعف التي تنتاب الوطن العربي حاليا بأنها نتيجة لعدم تسديد العرب فواتير التاريخ بإجراء الإصلاح الشامل في المجتمعات العربية.
    وقال د. الأنصاري في حديثه لــ"الإسلام اليوم " – خلال زيارته للقاهرة مؤخراً - إن دعوة الولايات المتحدة الأمريكية للعرب بإجراء حركة الإصلاح هي دعوة حق يراد بها باطل، حيث إن الإصلاح يأتي من داخل المجتمع ذاته في حالات عدة.
    ولتصحيح الصورة العربية والإسلامية في الخارج يؤكد الأنصاري أنه لا بد من إصلاح الصورة في الداخل؛ لأن حالة ضعف العالم العربي هي التي تجعل الآخرين يستهدفون مهاجمته.
    ودعا إلى إقامة الجسور بين المثقفين وعدم انقسام المجتمعات العربية، مشددا على ضرورة وجود الحرية المسئولة في المجتمع العربي.
    والمعروف أن الدكتور الأنصاري هو مفكر بحريني ويشغل حاليا مستشار ملك البحرين للشئون الثقافية وهو صاحب مؤلفات ثقافية وأهمها مشروعه الثقافي حول النهضة العربية وكتبه ( العرب والسياسة: أين الخلل)، صراع الأضداد، رؤية قرآنية للمتغيرات المعاصرة عدة وصاحب مقالات مختلفة تنشرها معظم الصحف العربية.


    فـرض الهيمنة

    سؤال : في ظل محاولات فرض السيطرة للقوى الغربية على العالم العربي والإسلامي، هل ترى أن الرأي العام يدرك هيمنة مؤسساته الغربية على الدول العربية والإسلامية ؟؟
    جواب : أوروبا أدركت ذلك، وكنت ذات مرة سميت الوحدة الأوروبية بأنها الولايات المتحدة الأوروبية، وأشرت إلى أنه إذا كانت هناك قوة ستواجه الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها ستكون الولايات المتحدة الأوروبية، إلا أنه لا يفل الحديد إلا الحديد، وأوروبا تمثل تقدما حضاريا يستطيع مواجهة أمريكا، وإذا حدث هذا فإنه سيكون أمرا جيدا.
    ولكن ينبغي ألا ننتظر المعجزات أو ننتظر طائرات أخرى تضرب أبراجا، فهذا لن يغير موازين القوى في التاريخ، وأتصور أن أوروبا لن تقوم بدورها المطلوب تجاه الدول العربية، إلا إذا قام العرب بالدور المطلوب منهم تجاه أنفسهم، فالتجربة الفيتنامية مثلا قدمت ممارسة في الداخل ضد الهيمنة الأمريكية، وهنا لا أدعو إلى نقل التجربة الفيتنامية في العالم العربي والإسلامي، فضلا عن أنه لا يمكن نقل تجربة من دولة لأخرى، ولذلك على العقل العربي ألا يستنسخ التجارب، لأنه دائما هناك خصوصيات لكل دولة لوجود ظروف موضوعية مختلفة، وعلى كل مجتمع أن يبحث عن مقومات القوة في خصوصيته ويستخرجها ويحاول أن يستخدمها.
    مثلا انتفاضة الحجارة لم تحدث في أي بلد آخر، لأن المجتمع الفلسطيني بحث في مقومات القوة الكامنة عنده فاستخدمها، ومازال يستخدمها ضد المحتل، ووجد أنها الأنسب.


    ظواهر عالمية

    سؤال : ولكن في ظل حالة التردي التي يعيشها المجتمع العربي حاليا، هل ترى أن المؤسسات الفكرية العربية والإسلامية قادرة على مواجهة الظواهر العالمية التي تأتي في مقدمتها العولمة ؟؟
    جواب: أعتقد أننا بوضعنا الراهن لن نستطيع أن نواجه مثل هذه الظواهر وبخاصة العولمة، ويجب أن ندرك أنه في جانب منها تطور موضوعي لحركة الحضارة، ولكن لأن من يمسك بمقومات الحضارة ويطبقها فإنه يطبق العولمة لمصلحته، لذلك علينا الحذر من الوقوع في الخطأ التاريخي بعدم التمييز بين العولمة الحضارية وبين الأخرى الاستعمارية أو الأمريكية.
    سؤال : وكيف يمكن للمجتمع العربي أن يفض هذه الجدلية، وهو يعيش حالة مهترئة من التيه الحضاري ؟
    جواب : أتصور أنه من الضروري أن نخترق العصر الحديث لكي نتجاوزه، فلا بد من فهمه واستيعابه، وكان يقال عن عمر بن الخطاب أنه اخترق العصر الجاهلي وفهم كل شيء عن الجاهلية، فاستطاع أن يكون مسلما متحصنا؛ لأنه واجه كل الميكروبات والفيروسات السابقة لذلك لا مهرب من تقدم عربي وإسلامي إلا باختراق الغرب، وفهمه من داخله وعدم التهرب منه، فالتقدم والحضارة الحديثة هي قدر للعرب والمسلمين ولا مخرج لنا إلا بتجاوزها إن أمكن.
    سؤال : وما رأيك في مقولة يرددها البعض إن حالة الضعف العربي تعد مرحلة تاريخية يمكن تجاوزها، وليست هي المحك الأساس لمقوماته ؟!
    جواب : في تقديري أن الأزمات العربية في جانب منها يرجع إلى التطور التاريخي، فالعرب تأخروا كثيرا في تسديد فواتير التاريخ، فهناك فاتورة بضرورة التجديد والإصلاح الإسلامي، كما لا بد من ثورة عقلية ناقدة، وهذا أيضا تحول مؤجل وهو الإصلاح السياسي الديمقراطي، وإذا لم يتم تسديد هذه الفواتير، فسوف تتراكم علينا كثير من الأزمات.
    سؤال : ألا ترى أن هذا الطرح يأتي متوافقا مع الطلب الأمريكي للدول العربية بالإصلاح السياسي وتطوير الخطاب الديني ؟!
    جواب : الدعوة الأمريكية دعوة حق يراد بها باطل، والذي أوصل إلى هذا الوضع أننا تأخرنا في إصلاح أنفسنا وتركنا الفرصة للأجنبي لكي يتدخل ويطالبنا بإصلاح أنفسنا، فالإصلاح دعوة حق، ولكن الذي يدعو إليها من الخارج، وهو ما يؤكد أنها دعوة باطلة، وعلينا أن نأخذ الأمور بأيدينا من دون أن تكون استجابة لأي تدخل أجنبي.
    سؤال : ولكن من هم المعنيون بالتغيير والتطوير الذي تدعو إليه ؟؟
    جواب : أصحاب السلطة السياسية الفكرية، وأتصور – أيضا – أن دعاة المعارضة عليهم أن يرفعوا من مستواهم لتقديم النموذج الأفضل، وفي النهاية.. أعتقد أن جميع القوى الاجتماعية في المجتمعات العربية مسئولة عن هذا التطوير، وعلينا أن ندرك هذا الأمر جيدا، أما إذا انتظرنا أن يقوم الحاكم بكل شيء، أو أنه لابد أن يفعل كل شيء فهذا خطأ تأريخي، فهي مسئولية مشتركة، وصدق القرآن الكريم "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وكذلك قول النبي الكريم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
    سؤال : لكن معظم حكومات العالم العربي كثيرا ما تمارس القهر ضد معارضيها، فكيف يمكن أن تتحرك هذه القوى المعارضة لإحداث التغيير الذي ذكرته؟
    جواب : نعم .. هذا حاصل بالفعل، ولهذا نطالب بإصلاح الحكومات العربية والساسة العرب، وبالمناسبة إذا لم يصلحوا حكوماتهم التي تتعامل مع الناس، فإن مشاريع إصلاحهم لن تتحقق؛ لأن السلطة التنفيذية التي تتعامل مع الناس عاجزة، وعلينا ألا نكتفي بدعوات الإصلاح العامة حتى لا تفقد الجماهير صلتها بالمؤسسات الحاكمة.


    التطاول على المسلمين

    سؤال : في تقديرك ما سبب قيام الإعلام الغربي ورموز بعض الحكومات الغربية بالتطاول على العرب والمسلمين؟ وهل يعود ذلك إلى تفرق العرب والمسلمين وتشرذمهم ، أم لقوة الطرف الآخر ؟؟
    جواب: سيظل الحاقدون مستمرين في تطاولهم، لكننا نعول على إصلاح صورتنا الذاتية، بمعنى إذا كانت لنا صورة مشرقة في الداخل، فلن تؤثر فيها الهجمات الخارجية، لكن إذا كان الوضع العربي في حد ذاته ضعيفا، ويدعو الآخرين إلى مهاجمته ويعطيهم المبرر لذلك، فإن هذه هي المشكلة التي ينبغي مواجهتها، وهنا أؤكد أن تصحيح صورة العرب في الخارج لن تكون إلا من خلال تصحيح صورتهم في الداخل بنهضة عربية شاملة، فلا توجد حلول سريعة وعلينا الاعتماد على شركات العلاقات العامة لتستنزف أموالنا ومن المهم أن نبدأ بتصحيح داخلي ولو بخطوة بسيطة، وفي مقدمة ذلك الإصلاح السياسي.
    سؤال : ولكن ألا ترى أن دور الإعلام العربي مهم في تصحيح هذه الصورة، وأنه من الضروري تفعيلة وتنشيطه ليخرج من مرحلة التغييب التي يعانيها حاليا؟؟
    جواب : لا أتصور ذلك؛ لأن الدور الأول يقع على المسئولين العرب، فلا نستطيع عمل إعلام إلا بقرار سياسي، وبغير ذلك لن يتوافر الإعلام الحر، إذ كيف يقام إعلام حر، وهناك حالات قمع في مجالات أخرى، وأعتقد أن السلطة الحاكمة إذا بدأت بإصلاح نفسها وأصبحت مسئولة أمام الناس، فإن إعلامها سوف يستطيع التحرك، والقرار السياسي له أهمية كبيرة في مجالات المجتمع، وتتعاظم أهميته في المجال الإعلامي الذي لو توفرت له الحرية لاستطاع القيام بدوره في تصحيح صورة العرب والمسلمين في الخارج.


    تناقض غريب

    سؤال : ما تفسيرك للتناقض الغربي تجاه القضايا العربية، هل لرغبة بعض الأطراف في تحقيق التوازن مع الأطراف الأخرى، أم لأسباب أخرى تراها؟؟
    جواب : السبب في ذلك هو نتيجة المصلحة حسب تصوري، وكلما كان الغربيون أقرب للإنصاف -خاصة في الأوساط الأوروبية- كانوا أقرب إلى الموضوعية، وكلما كانوا متأثرين بالنهج الصهيوني والعداء للعرب كانوا معادين، ولكن في النهاية فالمصالح هي التي تقرر الرؤية، سواء من ناحية الأوربيين أم الأمريكيين تجاه القضايا العربية، وهناك تاريخ مشحون بالصدام والصراع بين الإسلام والغرب، قد يكون بالشرق الأقصى البعيد قوى تهدد المسلمين في المستقبل، لكن المواجهة المستمرة هي دائما بين الإسلام والغرب بحكم الجوار.
    وما يحدث اليوم من أعمال عنف في الغرب تأتي من عناصر إسلامية، ويرجع ذلك إلى اضطهاد المسلمين في الأساس، ونلاحظ في هذا الشأن أن الغرب على الرغم من قيام عقليته على السببية فإنه يرفض الاعتراف بالسبب الحقيقي وراء حدوث الظواهر الإرهابية في العالم الغربي، فضلا عن أنه ينكر السببية للعمليات الاستشهادية في فلسطين.
    وأذكر هنا أن الغرب رفع تهمة الإرهاب بعد وقوع أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه لم يعلن عن أسباب هذا الإرهاب ودوافعه، بل رفض البحث عن هذه الأسباب ودوافعها، وأعتقد أن هذا خطر على الغرب نفسه؛ لأنه سيقضي على عقليته وحضارته القائمة على السببية، إذا استمر في الإنكار.
    من هنا فإنه مطلوب من الغرب وقف الإرهاب ضد الحقيقة أولا، وإذا كانت أمريكا تردد وتدعو إلى وقف الإرهاب، فإن عليها أن توقف الإرهاب في إعلامها، وإذا كانت أمريكا تتحدث عن إرهاب أسامة بن لادن وإرهاب طالبان، فلا بد أن يتحدث عن الإرهابيين الآخرين في منطقة الشرق الأوسط .
    وأعتقد أنه إذا كان هناك ضعف فإنه سيكون من داخل مؤسسات الغرب، وأتصور أن ظاهرة اليمين المتطرف في أمريكا آيلة إلى الانحسار لأسباب أمريكية وليس لأسباب أخرى.
    إن الغرب لم يبحث عن السبب وراء تدمير البرجين في نيويورك بأن هناك ظلما في الممارسة الأمريكية وانعداما للعدالة في علاقات طويلة، وهذا سبب من الأسباب وإن كان الغرب يرفض تفسير ذلك. [/TABLE]
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
Working...