Unconfigured Ad Widget

Collapse

نعاية صنم ..دمقراطية

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    نعاية صنم ..دمقراطية

    حينما أصدر (فوكوياما) كتابه (نهاية التاريخ)، لم يكن يقرر فقط، نهاية الحرب الباردة، وهزيمة الاشتراكية، و سقوط حلف وارسو .. كان يعلن :
    انتصار(الحرية)، بمنظور الليبرالية الغربية، من خلال (الديمقراطية)، بوصفها الشكل (النهائي) .. و الأرقى، لحرية التعبير ..
    و يعلن سيادة (اقتصاد السوق) .. الحر ، كما عبرت عنه الرأسمالية، مقابل الاقتصاد الموجّه، الذي تمثله الاشتراكية ..
    كان يقدم للبشرية، ما كانوا يزعمون أنه (الأنموذج) لمجتمع (فاضل) .. حققوه . المجتمع الذي يعلي من قيمة الإنسان .. (أي) إنسان، فيمنحه الحرية، و العدل .. و يحترمه، و يحفظ حقوقه ..!
    المجتمع الذي يقولون، إنه يحترم الحياة الإنسانية، بغض النظر عن لونها، أو جنسها .. أو حتى الدين، و ليست حياة الإنسان الأبيض .. المسيحي فقط ..!
    كان (فوكوياما) يبشر بموت (الأيدولوجيات) .. كل الأيدولوجيات، و يقف على أبواب (واشنطن)، يرحب بـ (المؤمنين) الجدد بواحة العدل و الحرية .. حرية التعبير، و (حقوق الإنسان)، التي (يكفلها) الدستور الأمريكي(!!) .. في ظل الديمقراطية، التي ما فتئت أمريكا تبشر بها، وتحيك المؤامرات من (أجلها)، و تصنع عملاء و (كرازايات)، يأتون على دبابات أمريكية، لـ (فرضها) على الشعوب .. لتنعم بلذة التقلب في نعمائها .
    كان يبشر بـ (يوتوبيا) الخلاص ..!
    من (هيروشيما) مرورا بـ(درسدن) إلى (بغداد)، تخصصت أمريكا باغتيال المدن، و حرق ساكنيها .. و قتل الأطفال، باسم مقاومة (الفاشية) و (الدكتاتورية)..!
    من رأى منكم مشهد المرأة المحترقة، تجري مذهولة في أحد شوارع هيروشيما ، تشتعل فيها النار، التي صبها فوقها (رسل الحضارة) .. حماة حقوق الإنسان؟!.
    من رأى منكم مزق اللحم، لشيء كانوا يسمونه طفلاً، في واحد من أحياء بغداد .. التي يحرقها (مغول) القرن الحادي والعشرين .. الذين جاؤوا من أجل (حرية) العراق..؟!
    آهٍ يا بغداد .. يا عاصمة الحضارة، يحرقك (البرابرة) .. يحيلون أطفالك مزقا، و مآذنك ركاماً، باسم الحرية، و حقوق الإنسان .. و إلغاء الدكتاتورية!..
    آهٍ يا بغداد .. يدكّ مناراتك، و ينتهك شرفك، سماسرة الحرب و النفط ..
    و (يصلّون) لـ(الربّ) كل صباح .. بين يدي (الصليب)، أن يحفظ جنودهم، و يكلل مهمتهم (المقدسة) بالنجاح ..!
    فوكوياما أخبرنا أن التاريخ (انتهى) عندهم، و أنهم قد وصلوا الغاية في كل شيء ، و دعانا .. فوكوياما، لاعتناق الليبرالية الغربية، حيث الديمقراطية سدرة المنتهى ..
    عندها (الجنة) .. التي طالما (حلمنا) بها، نحن الذين نرسف في أغلال (الديكتاتوريات)، التي صنعتها أمريكا (الديمقراطية)، و أوقفتها على قدميها .. و دعمتها ضد أي (نَفَس) احتجاج يصدر من صدورنا، التي تئن تحت وطأة الأقدام الغليظة .
    كنّا نحلم أن نرى الديمقراطية .. لا أن ندخل (الجنة) الموعودة، فجاؤونا بـ (كرازاي) ، محمولاً على دبابة (أبرامز) يدوس بها قيمنا، و تفرش أمامه الـ (بي 52)، بقنابلها (الذكية)، و غير الذكية، (سجادة) طويلة .. حمراء، من جماجم أطفالنا، و نسائنا، و ركام منازلنا .. وبعض من أنقاض مآذن مساجدنا ..!
    كنا نحلم أن نرى الديمقراطية .. حيث (الحرية) درة تاجها .. لنستعيد إنسانيتنا . .ديمقراطية الكيان اليهودي .. التي رعتها أمريكا، و دعمتها بطائرات (الأباتشي) .. لتقتنص أطفالنا في فلسطين ..!
    الحرية التي (قتلت) أمريكا من أجلها مليوني فيتنامي، و مثلهم من الكوريين، و أحالت بلادهم إلى أرض محروقة .. و سكتنا ..لم نعلق بشيء ..!
    عَلّمونا أن الفيتنامي -و كذلك الكوري- (شيوعي) .. قبل أن يكون إنساناً ..!
    و لا إنسان .. خارج (جنتهم) ..!
    عَلّمونا .. أنها حرب على (الإلحاد)، و أن أمريكا ترتكب الجرائم ضد الإنسانية .. لخير الشعوب .. لمصلحة الإنسانية .. لإنهاء الدكتاتوريات، و نشر الديمقراطية ..!
    صرنا ضمن طوابير (المؤمنين) :
    " أمريكا .. أرض الأحلام و الحرية، و (رسول) العدل.. و جنة الديمقراطية " ..!
    ثم أفقنا على (سدنة) الجنة .. عملاء (الإف . بي . آي) ، ينزعون الكرامة .. و يصادرون الحريات، و ينفون عنها .. جنتهم، كلَّ (لا إنسان) ..!
    أن تكون مسلما .. أنت (لا إنسان) .. مطرود من جنتهم، معاقب أينما كنت .. يتكفل بك (كروز) ذكي .. يتبعك حيثما سرت .. و يحيلك إلى شظايا .. باسم مكافحة (الإرهاب) ..!
    حلمنا بالديمقراطية .. و سكتنا على جرائم أمريكا ..
    أنكرنا (الجهاد) .. من أجلها، و وصفناه بـ(الإرهاب)، و هي (أس) الإرهاب، و (أصل) الوحشية، و الهمجية .. وبقينا نتفرج على أطفال العراق، يتساقطون بمئات الألوف .. مثل الأوراق اليابسة ..
    يموتون جوعا ..و يحصدهم (اليورانيوم) المنضب ..
    من بقي منهم على قيد (الحياة)، بأطراف ناقصة، و تشوهات خلقية ..
    جاءته حملة (الحرية) للعراق ..لتحيله مزقا .. أشلاء.. رماداً ..!
    جاءته الـ (بي 52) بالقصف السجادي ..لتعجنه .. لحماً و دماً، مع رماد عاصمة الخلافة،
    وبقايا الكرامة و الشرف ..!
    و ينعق الخونة :
    " لا بد أن يسقط (الدكتاتور) " .. !
    تحترق بغداد .. بمتفجرات زنتها بالأطنان .. آلاف الكيلوغرامات، و يصفق الخونة .. على مشهد النار، و الرماد و الأشلاء، و يرددون وراء القتلة .. أعداء الإنسانية :
    " لا بد للحرب من (ضحايا) " ..!
    آه يا بغداد .. يفترسك (البرابرة) .. و يستبيحون دمك، و شرفك ..
    و يقف العجزة .. و المتخاذلون على ضفاف مجدك .. و عليائك .. و شموخك، يلوكون التفاهات، و يعاقرون الخزي و العار ..!
    آهٍ يا بغداد .. يا نكهة المدن العظيمة . اصدحي بـ(التكبير)، بعد كل شحنة موت يصبها فوق ميراثك العريق .. أحفاد (أوربان) ..
    الصدى في قلوبنا يتململ .. صهيل خيول، و برق أسنة ..!
    أين الذين بكوا على قتلى أبراج التجارة .. و أدانوا (الإرهاب)، من الموت المجاني في العراق .. للأطفال و النساء و الشيوخ ..؟!
    أين أصحاب (الفتاوى) الجاهزة .. الذين شجبوا (الإرهاب) ..؟!
    هل كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، هي التي غيرت مفاهيم الجنة (الموعودة) ..؟
    أم كانت (تلك) الجنة كذبة كبرى ..؟!
    أكانت نهاية (تاريخ) .. أم نهاية (كذبة) .. ؟!
    ماذا صنع السدنة .. عملاء (الإف . بي . آي) بالحريات ..؟!
    كيف أمست حقوق الإنسان ..؟
    كيف هم رجالنا في (غوانتانامو).. ؟!
    يحتج (رامسفيلد) على عرض الأسرى، من (القتلة)، الذين أرسلهم لقتل أطفال العراق .. على شاشة التلفزيون .. وهو يختطف رجالنا من أطراف الأرض .. و يضعهم في أقفاص .. كالحيوانات المتوحشة ..!
    يتكلم مجرم الحرب (القبيح) عن اتفاقية جنيف للأسرى، و هو الذي داس القانون الدولي كله، و أدار ظهره لكل ما يسمى بـ (الشرعية الدولية ) ..!
    إن أمريكا يجب أن تقاوم .. و أن تدحر . ليس فقط لأنها قامت بجرائم ضد الإنسانية في كل مكان، باسم نشر الديمقراطية ..!
    و ليس لأنها ارتكبت جرائم حرب، ضد المدنيين في العراق، و ضد مؤسساته المدنية ..
    و انتهكت القانون الدولي، و اعتدت على (الشرعية) الدولية .. !
    و ليس لأنها تمارس الإرهاب، و تخطف الرجال، و تضعهم في معتقلات لا إنسانية، مخالفة بذلك كل الاتفاقات الدولية ..!
    إن أمريكا يجب أن تُقاوَم .. و أن تُدحَر ...
    لأنها ليست مؤهلة للحديث عن احترام حقوق الإنسان .. و لا نشر الديمقراطية، و لا احترام الحريات .. و الاتفاقات الدولية ..!
    إن أمريكا يجب أن تُقاوَم .. و أن تُدحَر ..
    لأنها تقوم بسابقة خطيرة، من خلال سلوك همجي، تعطي لنفسها من خلاله، حق انتهاك سيادة الدول، و احتلالها، و تغيير أنظمتها بالقوة ..
    بدأت بأفغانستان ، و ها هي في العراق .. و الدور بعد ذلك على من ؟! .
    إن أمريكا يجب أن تُقاوَم .. و أن تُدحَر ..
    لأنها إن حققت بعض أهدافها .. فسوف تفتح على المنطقة أبواباً من الجحيم .. من العنف ،
    و الفوضى .. و الكوارث الإنسانية ..!
    إننا يجب أن نثمن الأصوات الحرة، و المواقف الشريفة التي تصدت لهذه الهجمة البربرية، التي قتلت الأطفال، و دمرت المستشفيات، و المؤسسات الثقافية، و العلمية، و الجسور، والسدود.. و تدفع المنطقة إلى الهاوية .
    يجب أن نثمن و نشيد بكثير من التقدير، الأصوات التي أخلصت لأمتها، و الشرفاء الذين رفضوا أن يكونوا في خندق واحد مع الغزاة الأعداء .. تحت أي مبرر .
    يجب أن نثمن موقف المراجع الشيعية العليا، الذين فوّتوا على الغزاة الأعداء حدوث مذبحة بين الشيعة و السنة، برفضهم و تحريمهم التعاون مع الغزاة الأعداء ..
    و أن نقدر للشرفاء، الذين انحازوا لبغداد الحضارة موقفهم .. ضد شذاذ الآفاق .. الصليبيين الجدد، و مخططاتهم المشبوهة في المنطقة .
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
Working...