من أعجب خصائص النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه أوتي جوامع الكلم ومعنى جوامع الكلم الكلمات القليلة ذات المعاني الكثيرة العظيمة.
وهي نوعان :
1. القرآن الكريم: وهو كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته.
2. كلامه – صلى الله عليه وسلم – و كلامه هو أحد أقسام السنة ، وهو المقصود في قوله تعالى (و أنزل الله عليك الكتاب والحكمة ) و قوله تعالى (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) فالحكمة هي كلامه – صلى الله عليه و سلم – ، فكل كلامه – عليه الصلاة والسلام – حكمة ، وهذا هو العجيب في صفاته – صلى الله عليه وسلم – فالمعروف لدى الجميع أن الحكمة تتولد نتيجة ذهن ذكي صاف، وتفكر عميق، وعمر يخوضه الإنسان تعركه الحياة، فيتولد نتيجة ذلك كله أن يكون الإنسان حكيماً في تصرفاته وأفعاله وأقواله ، ولا يعني ذلك في كل ما ذكرت بل غالب حياته، وهذا لدى من توفرت فيه الصفات السابقة ، فكيف ببقية الخلق الذين يعيشون عمراً طويلاً ولا ينطقون بجملة حكيمة واحدة ، أو مَثَلٍ تسترشد منه البشرية ، وإذا ما صدر منهم فهو مثل معروف أو كلمة مأثورة قيلت على لسان من قبله .
أما النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فالعجيب من صفاته أن كل كلامه حكمة وكل تصرفاته عين الصواب، ولذا كان قوله وفعله وتقريره من الشرع الذي يؤمر المسلمون باتباعه، والذي يصطلح عليه باسم السنة التي هي قرين القرآن الكريم فيقول – صلى الله عليه وسلم – : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله وسنتي ".
هذا الأمر لو تفكرنا فيه لوجدنا أمراً في غاية العجب: كيف يعيش إنسان وكل جملة أو كلمة يقولها حكمة ؟ فكون الإنسان يعيش ولا ينطق بسفه أو يخوض في سفاسف الأمور أو يسلك سبيل الشتم والفحش في القول فهو أمر معقول، أما أن يوجد إنسان لا يتكلم بشيء مما سبق ولا باللغو من الكلام كالمزاح المباح وكلام المجاملات وأن يتكلم بالمباح من الكلام مما لا إثم فيه ولكنه لغو لا خير فيه فهذا هو العجيب ، وهذا الأمر العجيب هو الذي كان من شأن النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو كما قال الله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى ) وهو كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لعبدالله بن عمرو بن العاص : " اكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج من هذا – وأشار إلى فيه – إلا الحق " وذلك عندما لام الصحابة عبدالله بن عمرو بن العاص على كتابته الحديث في كل أحواله - صلى الله عليه وسلم – وأن النبي بشر فقد يقول في غضبه ما لا يُرضى من القول ، فوجهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا يقول إلا الحق في كل أحواله .
ولقد ظن في السابق بعض المغرضين ومن لا علم له أن هذا أمر مستحيل في حقه – صلى الله عليه وسلم – ولذا حاولوا أن يبحثوا في السنة ما يدل على أنه – صلى الله عليه وسلم – قد يتكلم لغوا وقد يقول كلمة لا معنى لها ولا يستفاد منها، فتمسكوا بطرف سراب حينما تشبثوا بحديث ظنوه جهلا أنه لا معنى له ولا يستفاد منه شئ فقالوا : يوجد حديث نثبت فيه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد يقول لغواً وهو حديث ( يا أبا عمير ما فعل النغير؟) وهو حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
فهل ما قاله هؤلاء حق ؟ وهل الحديث الذي استشهدوا به لا فائدة منه كما زعموا ؟ هذا ما سنعرفه في المقال القادم إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . [/TABLE]
وهي نوعان :
1. القرآن الكريم: وهو كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته.
2. كلامه – صلى الله عليه وسلم – و كلامه هو أحد أقسام السنة ، وهو المقصود في قوله تعالى (و أنزل الله عليك الكتاب والحكمة ) و قوله تعالى (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) فالحكمة هي كلامه – صلى الله عليه و سلم – ، فكل كلامه – عليه الصلاة والسلام – حكمة ، وهذا هو العجيب في صفاته – صلى الله عليه وسلم – فالمعروف لدى الجميع أن الحكمة تتولد نتيجة ذهن ذكي صاف، وتفكر عميق، وعمر يخوضه الإنسان تعركه الحياة، فيتولد نتيجة ذلك كله أن يكون الإنسان حكيماً في تصرفاته وأفعاله وأقواله ، ولا يعني ذلك في كل ما ذكرت بل غالب حياته، وهذا لدى من توفرت فيه الصفات السابقة ، فكيف ببقية الخلق الذين يعيشون عمراً طويلاً ولا ينطقون بجملة حكيمة واحدة ، أو مَثَلٍ تسترشد منه البشرية ، وإذا ما صدر منهم فهو مثل معروف أو كلمة مأثورة قيلت على لسان من قبله .
أما النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فالعجيب من صفاته أن كل كلامه حكمة وكل تصرفاته عين الصواب، ولذا كان قوله وفعله وتقريره من الشرع الذي يؤمر المسلمون باتباعه، والذي يصطلح عليه باسم السنة التي هي قرين القرآن الكريم فيقول – صلى الله عليه وسلم – : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله وسنتي ".
هذا الأمر لو تفكرنا فيه لوجدنا أمراً في غاية العجب: كيف يعيش إنسان وكل جملة أو كلمة يقولها حكمة ؟ فكون الإنسان يعيش ولا ينطق بسفه أو يخوض في سفاسف الأمور أو يسلك سبيل الشتم والفحش في القول فهو أمر معقول، أما أن يوجد إنسان لا يتكلم بشيء مما سبق ولا باللغو من الكلام كالمزاح المباح وكلام المجاملات وأن يتكلم بالمباح من الكلام مما لا إثم فيه ولكنه لغو لا خير فيه فهذا هو العجيب ، وهذا الأمر العجيب هو الذي كان من شأن النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو كما قال الله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى ) وهو كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لعبدالله بن عمرو بن العاص : " اكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج من هذا – وأشار إلى فيه – إلا الحق " وذلك عندما لام الصحابة عبدالله بن عمرو بن العاص على كتابته الحديث في كل أحواله - صلى الله عليه وسلم – وأن النبي بشر فقد يقول في غضبه ما لا يُرضى من القول ، فوجهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا يقول إلا الحق في كل أحواله .
ولقد ظن في السابق بعض المغرضين ومن لا علم له أن هذا أمر مستحيل في حقه – صلى الله عليه وسلم – ولذا حاولوا أن يبحثوا في السنة ما يدل على أنه – صلى الله عليه وسلم – قد يتكلم لغوا وقد يقول كلمة لا معنى لها ولا يستفاد منها، فتمسكوا بطرف سراب حينما تشبثوا بحديث ظنوه جهلا أنه لا معنى له ولا يستفاد منه شئ فقالوا : يوجد حديث نثبت فيه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد يقول لغواً وهو حديث ( يا أبا عمير ما فعل النغير؟) وهو حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
فهل ما قاله هؤلاء حق ؟ وهل الحديث الذي استشهدوا به لا فائدة منه كما زعموا ؟ هذا ما سنعرفه في المقال القادم إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . [/TABLE]
تعليق