غثـاء الســيل
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم في كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل: يارسول الله! فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وكراهيتكم الموت"ـ
نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يتنبـأ بما سيحدث للأمة قبل 14 قرناً من الزمان، ويصف حالها وصفاً دقيقاً كأنه ينظر إليها من وراء الغيب فيما الصحابة يتساءلون باستغراب عما سيؤول إليه حال المسلمين، ويستبعدون أن يكون هناك سبب آخر بخلاف الكم العددي لهذا الاستضعاف الكبير من الآخرين للمسلمين، وتلك الغثائية التي هم عليها، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يفاجئهم بقوله: "لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل".ـ
وفي اللغة: "الغثاء ما يحمله السيل من رغوة، ومن فتات الأشياء التي على وجه الأرض، ومن معانيها النحافة والضعف، وفساد الشيء، وفساد العقل، ومالا خير فيه"، وغثاء السيل وصف دقيق لحالنا، فقد أصبحنا من الضعف بمكان إلى درجة أن تتحكم فينا أمواج الأمم في كل مكان، تعيث فينا ميمنـة وميسرة، دون أن يكون لنا حول أو قوة، أو جرأة على اتخاذ قرار بإنقاذ أنفسنا من هذا الوضع الذي وصلنا إليه
إنها "الغثائية" التي أوصلنا أنفسنا إليها دون أن يرغمنا أحد عليها، والسبب الذي يذكره لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم هو "لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت" هو السبب السليم لها فالدنيا لم يخلقها الله تعالى لكي نبغضها، ولكن الحب المشار إليه في الحديث، هو الاهتمام الذي يطغى على المبادئ، والقيم، والأصول والمثل، فتباح كل هذه الأمور في سبيل تحصيل الدنيا، وهنا يبدأ الضعف والغثائية، كذلك "كراهية الموت" إذ لا يوجد مخلوق يحب الموت، لكن الموت المقصود هنا هو كراهية الجهاد في سبيل الله، وكما قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا"ـ
أو ليس من العجيب ـ أن يتغلب نفر ـ قليل من اليهود في أمة يتجاوز تعدادها المليار مسلم؟ أليس هذا سبب الغثائية التي نعانيها؟
---------
عبدالحميد البلالي - مجلة المجتمع
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم في كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل: يارسول الله! فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وكراهيتكم الموت"ـ
نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يتنبـأ بما سيحدث للأمة قبل 14 قرناً من الزمان، ويصف حالها وصفاً دقيقاً كأنه ينظر إليها من وراء الغيب فيما الصحابة يتساءلون باستغراب عما سيؤول إليه حال المسلمين، ويستبعدون أن يكون هناك سبب آخر بخلاف الكم العددي لهذا الاستضعاف الكبير من الآخرين للمسلمين، وتلك الغثائية التي هم عليها، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يفاجئهم بقوله: "لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل".ـ
وفي اللغة: "الغثاء ما يحمله السيل من رغوة، ومن فتات الأشياء التي على وجه الأرض، ومن معانيها النحافة والضعف، وفساد الشيء، وفساد العقل، ومالا خير فيه"، وغثاء السيل وصف دقيق لحالنا، فقد أصبحنا من الضعف بمكان إلى درجة أن تتحكم فينا أمواج الأمم في كل مكان، تعيث فينا ميمنـة وميسرة، دون أن يكون لنا حول أو قوة، أو جرأة على اتخاذ قرار بإنقاذ أنفسنا من هذا الوضع الذي وصلنا إليه
إنها "الغثائية" التي أوصلنا أنفسنا إليها دون أن يرغمنا أحد عليها، والسبب الذي يذكره لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم هو "لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت" هو السبب السليم لها فالدنيا لم يخلقها الله تعالى لكي نبغضها، ولكن الحب المشار إليه في الحديث، هو الاهتمام الذي يطغى على المبادئ، والقيم، والأصول والمثل، فتباح كل هذه الأمور في سبيل تحصيل الدنيا، وهنا يبدأ الضعف والغثائية، كذلك "كراهية الموت" إذ لا يوجد مخلوق يحب الموت، لكن الموت المقصود هنا هو كراهية الجهاد في سبيل الله، وكما قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا"ـ
أو ليس من العجيب ـ أن يتغلب نفر ـ قليل من اليهود في أمة يتجاوز تعدادها المليار مسلم؟ أليس هذا سبب الغثائية التي نعانيها؟
---------
عبدالحميد البلالي - مجلة المجتمع