Unconfigured Ad Widget

Collapse

خطبة الجمعة الى اهل الديرة (28/11)

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الساحل الغربي
    عضو مميز
    • Mar 2002
    • 1217

    خطبة الجمعة الى اهل الديرة (28/11)

    أشهر الحج وفضائلها
    الحمد لله على ما خصنا به من الفضل والإكرام، فما زال يوالي علينا مواسم الخير والإنعام، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلاهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العظام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر، وطاف بالبيت الحرام.صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام. وسلم تسليما كثيراً... أما بعد:
    أيها الناس: اتقوا الله تعالى واشكروه على ما شرع لكم من الشرائع العظيمة، وما خصكم به من المواسم الكريمة، التي تتوالى عليكم كل يوم، وكل اسبوع، وكل عام، وهي شرائع تحمل لكم كل خير، وتبعد عنكم كل شر.
    فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، وهو خشوع لله،وخضوع بين يديه، واتصال به، وإقبال عليه ، وهي أكبر عون للمؤمنين على القيام بأعباء الدنيا والدين، قال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين).
    والزكاة: إحسان ومواسة للفقراء والمعسرين، وترغيب للمؤلفة قلوبهم في الدين. وإعانة في فكاك الرقاب والغارمين، وطهرة وتزكية للنفوس والأموال، فهي مغنم لا مغرم. قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم).
    وهي تنمية للمال، وسبب لإنزال البركة فيه ودفع الآفات عنه. قال صلى الله عليه وسلم : ((مانقصت صدقة من مال)). فالمؤمن يعتبر الزكاة مغنماً، لأنه واثق بوعد الله، والمنافق يعتبرها مغرما، لأنه لا يؤمن بالله ولا يثق بوعده.
    وأما الصيام فانه ترك للشهوات والمألوفات ومحبوبات النفس طاعة لله عز وجل، وهو مع ذلك تربية على الاخلاق الفاضلة وترك للأخلاق الرذيلة، قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم،إني صائم)) رواه البخاري.
    والحج جهاد في سبيل الله، ينفق فيه المال، ويتعب فيه البدن، وتترك من أجله الأولاد واالبلاد إجابة لداعي الله وتلبية لندائه على لسان خليله، إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين قال الله له: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق(27) ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير(28) ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق).
    عباد الله : ونحن الآن في أشهر الحج التي جعلها الله ميقاتاً للأحرام به والتلبيس بنسكه، قال الله تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب)
    يخبر تعالى أن الحج يقع في أشهر معلومات وهي شوال وذو القعدة وعشر ايام من ذي الحجة، وقال تعالى: (معلومات)لان الناس يعرفونها من عهد ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام، فالحج وقته معروف لا يحتاج الى بيان كما احتاج الصيام والصلاة الى بيان مواقيتهما.وقوله تعالى: (فمن فرض فيهن الحج) معناه: من أحرم بالحج في هذه الاشهر سواء في أولها أو في وسطها أو في أخرها، فإن الحج الذي يحرم به يصير فرضاً عليه، يجب عليه أداؤه بفعل مناسكه ولو كان نفلا، فإن الاحرام به يصيره فرضاً عليه لا يجوز له رفضه. وفي قوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) معناه بيان لآداب المحرم وما يجب عليه أن يتجنبه حال الاحرام، أي يجب أن تعظموا الاحرام بالحج وتصونوه عن كل ما يفسده أو ينقصه من (الرفث): وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية.
    الفسوق: وهو جميع المعاصي، ومنها محظورات الاحرام. الجدال: وهو المحاورات والمنازعة والمخاصمة، لأن الجدال يثير الشر ويوقع العداوة ويشغل عن ذكر الله. والمقصود من الحج الذل والانكسار بين يدي الله وعند بيته العتيق ومشاعره المقدسة، والتقرب إلى الله بالطاعات وترك المعاصي والمحرمات ليكون الحج مبروراً. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. ولما كان التقرب إلى الله تعالى لا يتحقق إلا بترك المعاصي وفعل الطاعات فإنه سبحانه بعد أن نهى عن المعاصي في الحج أمر بعمل الطاعات، فقال تعالى: ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله). وهذا يتضمن الحث على أفعال الخير خصوصاً في أيام الحج، وفي تلك البقاع الشريفه والمشاعر المقدسة، وفي المسجد الحرام، فان الحسنات تضاعف فيها أكثر من غيرها كما ثبت أن الصلاة الواحدة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، لاسيما وقد اجتمع للحاج في هذا المكان وهذا الوقت شرف الزمان وشرف المكان. ومن الجدل الذي نهى الله عنه في الحج ما كان يجري بين القبائل في الجاهلية في موسم الحج وفي أرض الحج وفي أرض الحرم من التنازع والتفاخر ومدح أبائهم وقبائلهم حتى حولوا الحج من عبادة الى نزاع وخصام، ومن تحصيل فضائل الى تحصيل جرائم وأثام، وقد وجد في زمننا هذا من يريد أن يحيي هذه السنة الجاهلية، والنخوة الشيطانية. فيحول الحج الى هتافات ومظاهرات وشعارات، ورفع صور ووثنيات، وصخب ولجاج وإيذاء وترويع للحجاج. وعدم مراعاة لحرمة الحرم والإحرام، وحرمة تلك الايام. حيث يقول سبحانه: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). وقال تعالى عن الحرم: (ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم).
    فاللهم من أذى حجيجك وروع عبيدك وانتهك حرمة بيتك وألحد في حرمك بظلم وفودك فأذقه من عذابك الأليم، الذي توعدت به كل ملحد أثيم. إنك على كل شئ قدير.. وأنت مولانا نعم المولى ونعم النصير. اللهم يا مرسل الطير الابابيل، على أصحاب الفيل، ترميهم بحجارة من سجيل، حتى جعلتهم كعصف مأكول، أذق كل من حاول أن يفعل مثل فعلهم من عذابك الوبيل، وأنت حسبنا ونعم الوكيل- اللهم آمين، اللهم أمين. اقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين.





    جلسة خفيفة ثم الخطبة الثانية


    الحمد لله الذي جعل الاوقات مواسم للطاعات، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في ربوبيته والاهيته وماله من الاسماء والصفات. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، حث على اغتنام مواسم الخير قبل الفوات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين يسارعون في الخيرات وسلم تسليما كثيرا... أما بعد:
    أيها الناس: اتقوا الله تعالى. واحفظوا أوقاتكم بفعل ما شرع فيها من الطاعات، لتجدوا ثوابا مدخراً، ولا تكونوا ممن ضيعوا أوقاتهم، فيتحسرون عند مماتهم، كما قال الله تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون). فيقال له: (كلا) أي: لا رجوع إلى الدنيا بعد الممات، وما تتمناه قد فات وهكذا عباد الله لا يزال فضل الله عليكم يتوالى، فما إن انقضى شهر الصيام حتى أعقبته أشهر الحج إلى بيت الله الحرام.
    فكما أن من صام رمضان وقامه غفر له ما تقدم من ذنبه، فمن حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
    فما يمضي من عمر المؤمن ساعة من الساعات الا والله فيها وظيفة من وظائف الطاعات، وكل وقت يخيله العبد من طاعة الله فقد خسره، وكل ساعة يغفل فيها عن ذكر الله تكون عليه يوم القيامة حسرة وترة، ومن عمل طاعة من الطاعات فعلامة قبولها أن يصلها بطاعة أخرى، وعلامة ردها أن يتبعها بمعصية تكون عاقبتها خسراً. وما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها، وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها، قال الحسن- رحمه الله- : إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت، ثم قرأ: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
    واحفظوا- رحمكم الله- أوقاتكم فيما يسركم. ولا تضيعوه فيما يضركم، فإن خيركم من طال عمره وحسن عمله.
    واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.
    فقال جل من قائل عليماً إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً وقد قال صلى الله عليه وسلم : من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الانور والجبين الازهر. وارض اللهم عن اصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين. وأجعل هذا البلد أمناً رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنّا في دورنا وأصلح ولاة امورنا واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك ياارحم الراحمين. اللهم أقم علم الجهاد. وأقمع أهل الشرك والفساد والعناد.وانشر رحمتك على العباد. يا من له الدنيا والاخرة واليه المعاد. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء منهم والأموات. اللهم نور على اهل القبور قبورهم. اللهم اغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم. اللهم تب على التائبين. واغفر ذنوب المذنبين.واقض الدين عن المدينين. واشف مرضى المسلمين. واكتب الصحة والعافية والسلامة والتوفيق والهداية لنا ولكافة المسلمين في برك وبحرك أجمعين. اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربى والزنى والزلازل والمحن وسوء الفتن ماظهر منها ومابطن. عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين. ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ماتفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم .ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون.
Working...