رسالة إلى قلب
الحمد لله الذي جعل الإنسان المؤمن يتحمل كل الصدمات . الحــمد لله الذي بشر الصابرين بأعلى الدرجات ، الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء ، الــحمد للـــه
أحكم كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين، الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم
يعلم .
ذكريات وخواطر ، وهواجس وأفكار ، تدور في القلب الصغير ، ويتــحملها ولو ظهرت لعجزت عن حملها تلك الجبال الراسيات ، كل هذه الأفكار والـــــخطرات ، تدور وتدور تبحث شمالا ًثم تدور وتبحث يميناً عن مخرج لكل فكره وعن منفذ لكل عبره وعن تغير لكل خاطر ، وهيهات هيهات أن تجد، الإٌنسان يعـــيش فـي بــعض الأحيان حياة مضطربه فيها نوع من الآ معقولية ، نوع من التخبط ، نــوع من عدم وزن الأمور ، نوع من عدم الدقة والصرامة ، وكيف تتأثر الدقة والصرامة عن كان ذلك قلبه ، ولمن كان ذلك فكره ، هيهات والسؤال الذي يـطرح نفـسه هو، هل القــلب يتحمل كل هذه الأخطاء؟ وكل هذه النزعات التي وربما قد فرضت علـيه وأجـــبرته؟
يكون الجواب متعدد :
أولاً: القلب هو الملك الذي يتحمل أعباء الرغبــة وكــل مـــا يتعرضه كل فرد فإما أصلحه أو ساهم في إفساد ما كان من الممكن إصلاحه وكل ذلك بحسب الهوى وما ترتضيه النفس : إما أبيةً تأبــى الضيم وترفضــه أو تنس في ذلــك الحول وتلطـــخ المفاهيم بشتى صورها .
القلب لهُ الإرادة في استشراب كل صالح أو كل طالح ، القلب على صغر حجمه ، فهو كالقبضة ، فإنه يحمل بين طياته أمراً عجزت السموات والأرض عن حمله ، وما ذاك إلاّ ليميز الخبث من الطيب .
الأيادي التي تبطش ، أو تلك الأرجل التي تمشي ، أو تلك العيون التي تنظر ، أو ذلك السمع الذي يسمع ، هنا تسائل في محله فبماذا نجيب بل ومن أين لك أن نجيب ، وأنت واقع في ذلك من رأسك إلى أخمص قدمك .
عزيزي القلب عذرا ًإذا حملناك الخطاء بأسره، عذراً إذا لم نقل إن الجميع في خطر ، وأنت المنقذ بعد الله عز وجل ،
عزيزي عذراً إذا قبلت ذلك العذر منا جميعاً . عزيزي القلب من غيرك الذي يمد الجسم بالحياة، بالنبض، بالسعادة، بالأمل، بالحب، بالوفاء، بالصدق، بالإخلاص، بكل معاني الإيمان الروحية والجسدية بكل قيم المجتمع البناءة المسايرة لبناء كيان واحد وجسد واحد .