Unconfigured Ad Widget

Collapse

صور وسلوك..........

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • البجادي
    عضو مميز
    • Aug 2002
    • 372

    صور وسلوك..........

    قوة الدين كيف نراها في حياتنا ؟؟
    لا يمكن أن يتصور المرء صورة المسلم الحق .. دون أن تكون أبرز معالم هذه الصورة وأوضح سماتها قوة التمسك ، وصلابة التصور والاعتقاد ، وجدية السلوك والعمل .. كيف لا يكون ذلك ، والإسلام لا يقوم ولا يظهر إلا في هذه الأجواء الجد والصلابة والقوة والمثالية والسمو .
    لقد كان الأمر من الله تعالى للأمم السابقة بأخذ شرائعهم بقوة ، قال تعالى
    في أكثر من موضع (خذوا ما آتيناكم بقوة )(1) ، فليس المطلوب هو مجرد الأخذ ..
    بل هو الأخذ بقوة . فضلاً عن الأمر الخاص لرسوله صلى الله عليه وسلم بالاستمساك القوي ، والثبات الراسخ ، ووصف المؤمنين بقوة التمسك والدخول في الإسلام كله ، والسعي إلى العلا والرفعة في الدنيا والآخرة ، وهو مالا يكون إلا ثمرة للقوة والجد والاجتهاد ،
    لقد كان لهذا الدين الأثر العميق ، والتغيير الجذري في نفوس معتنقيه الصادقين ، لم تكن مجرد تغييرات جزئية ، أو آثار شكلية سطحية .. بل كان يتغير كل شيء .. التفكير والتصورات ، والسلوك والتصرفات ، المبادئ والمعتقدات ، الأهداف والمنطلقات .. حتى الروابط والمشاعر والوشائج والصلات .
    أمّا اليوم .. فلقد تحول ذلك الإسلام القوي المؤثر ، إلى مجرد شعائر وطقوس ٍ ، عند الكثير من المسلمين .. وفي أحسن أحوال هؤلاء .. يكون الإسلام جزئيات متناثرة لا يمكن أن تعيد صورة المسلم الصادق القوي . ولذا ، فلا ثمار يانعة ينتظر أن تُجنى من هؤلاء (الكثير) ..
    وحتى لا نكون من هؤلاء الكثير .. حتى نصدق في قوة تمسكنا ، وصلابة ديننا ، وجدية استقامتنا ، أسوق هنا مظاهرَ سريعةً تصحُ أن تكون معالم َ وسمات لصفة القوة والجدية ، وتصح أن تكون معايير نقيس بها مدى قوتنا في تمسكنا بديننا وتصح أن تكون عناصر نسعى لجمعها في حياتنا ، فنخرج بمحصلتها ونجني ثمرتها شخصيةً إسلامية مستقيمة ً جادةً قويةً ، مستشعرين قول r :
    ( المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) (2)

    من هذه المظاهر :
    1/ التغيير الجذري الشامل في حياة المرء الذي لا يستثني شيئاً يبقى بعيداً عن الأثر والانسياق لدين الله تعالى وشرعه فلا رواسب الجاهلية ، ولا مفاهيم قديمة تصادم الشرع ، بل ولادة جديدة في رحاب أعظم الشرائع .
    2/ تحملُ كل التبعات التي قد تتبع تمسك المسلم بدينه ، والاستعداد الصادق للتضحية في سبيل طاعة الله فلا إيمان بغير بلاء ، ولا جهاد من دون البذل الصادق والتضحيات العظيمة .
    3/ قوة الصلة بالله تعالى وتعظيمه في القلب والسلوك وصلابة الإيمان واليقين .
    4/ الحرص الشديد على القربات والفضائل ، وأن يصبح الموجه ُ الرئيس والدافع الأول هو طلب الأجر وابتغاء مرضات الله وبدون ذلك ..سينفذ الشيطان بفتنة الدنيا ليدب الضعف ويحصل الوهن .
    5/ سيطرة مشاعر الدين على القلب والوجدان .. من المحبة والبغض ، والخوف والرجاء ، والفرح والحزن ، والرضا والغضب ، والميل والارتياح ، والشوق والتمني...إلخ.
    6 / عدم الانسياق وراء الدنيا ومظاهرها وزينتها ، والتحرز من فتنها المتنوعة وملهياتها المختلفة ,, وتجنب فضول المباحات.
    7/ العبودية الكاملة لله تعالى ، والانقياد المطلق لشرعه فلا يتوجه إلا إلى الله ، ولا يعمل إلأّ بطاعته ، ولا ينقاد إلاّ إلى نهجه ، ولا يستجيب إلاّ إلى أوامره .. فهو (عبدٌ) ليس له مولى إلاّ الله .
    8/ الحرص الشديد على الأوقات .. ومن ثم العناية بها ، السعي إلى حسن استغلالها وجودة تنظيمها واستشعار أن واجبات المؤمن أكثر من أوقاته ، فيا خسارة ضياع اللحظة فضلاً عن الساعات .
    9/ الاجتهاد في تزكية النفس ، وإصلاح القلب ، والسير في طريق التربية الشاملة القويمة المتكاملة ، فهي طريق الفلاح ، وإهمالها هو الخيبة والخسار.
    10/ أن يكون عضواً في جسد المؤمنين الصادقين ، لا يبتعد عنهم ، ولا ينفك عن ملازمتهم ومحبتهم والاستفادة منهم .
    11/ التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه في كل شيء ، والعمل على لزوم طريق أهل السنة والجماعة عقيدةً ومنهجاً ، والحذر من الوقوع في البدع والمحدثات.
    12/ الحرص على العلم والأخذ من العلماء ، والتلقي من المخلصين الصادقين ،"فإن هذا الأمر دينٌ فانظروا عمن تأخذون دينكم ".
    13/ ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)(1).
    14/ التميز بالأخلاق الفاضلة ، والتحلي بآداب الإسلام العظيمة ، حتى يصير صاحبها نموذجاً رائعاً ، يظهر للناس سموّ هذا الدين وتميزه بأفعاله قبل أقواله .
    15/ الاعتزاز بالإسلام ومظاهره المختلفة ، والفخر بالانتسابِ إليه والتمسكِ بأحكامه وشعائره .
    16/ محاسبة النفس ، وحملها على الشدائد والعزائم ، وعدم الرضا بعيوبها وتقصيرها ، والسعي إلى رقيها وكمالها .
    17/علو الهمة ، وصدق العزيمة ، وقوة الإرادة ، وارتفاع الطموح والرغبات ، وسمو الاهتمامات .
    18/ الوفاء بالعهد ، والالتزام القوي بالوعود ، وأداء الأمانات والحقوق ، والقيام بالواجبات والتكاليف على أتم وجه وأحسن صورة .
    هذه المظاهر والسمات .. هي التي اجتمعت في شخصياتٍ شامخة فرأينا وسمعنا ما يطول منه العجب ..
    هي التي جعلت سعيد بن المسيب يبلغ من قوته مع نفسه وفي طاعته لله تعالى أن يقول : ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة ، بل ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة ، وما نظرت في قفا رجل ٍ في الصلاة منذ خمسين سنة !
Working...