Unconfigured Ad Widget

Collapse

نعم الله تعالى على الانسان في الطعام والشراب2...

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو جمل
    عضو مشارك
    • May 2002
    • 198

    نعم الله تعالى على الانسان في الطعام والشراب2...

    نعم الله تعالى على الانسان في الطعام والشراب2... سبحان الله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ايها الاحبة في الله / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... تحية طيبة وبعد
    جزاكم الله كل خير على قراءتكم ومشاركتكم معنا في الجزء الاول من هذا الموضوع : ( من نعم الله تعالى على الانسان في الطعام والشراب ) .
    ونواصل الان بمشيئة الله تعالى الحديث عن بعض نعم الله تعالى على الانسان في المأكل والمشرب لنكمل ما بدأناه في هذا الجزء ان شاء الله تعالى فنقول وبالله التوفيق :

    خلق المعدة :
    بعد ان يصل الطعام الى المعدة سواء كان خبزا أم فاكهة ام غير ذلك فانه لا يصلح ان يصير لحما وعظما ودما وهو على هذه الحالة بل لا بد وان يطبخ طبخا تاما حتى تتشابه اجزاؤه .
    فكيف يطبخ الطعام وهو في المعدة ؟
    من اجل ذلك خلق الله تعالى المعدة على هيئة قِدر فيقع فيها الطعام فتحتوي عليه وتغلق عليه الابواب ، فلا يزال فيها حتى يتم الهضم والنضج عن طريق الحرارة التي تحيط بالمعدة من الاعضاء الاخرى الباطنة ، حيث يقع على جانب المعدة الايمن الكبد ، وعلى الجانب الايسر الطحال ، ومن الامام الترائب ، ومن الخلف لحم الصلب ، فتتعدى حرارة هذه الاعضاء الى المعدة حتى يطبخ الطعام ويصير مائعا متشابها يصلح للنفوذ في تجاويف العروق ، وعند ذلك يشبه ماء الشعير في تشابه اجزائه ورقته .
    والطعام ما زال لا يصلح للتغذية حتى الان ، فخلق الله تعالى بينها ( أي المعدة ) وبين الكبد مجاري من العروق ، وجعل لها فوهات كثيرة حتى ينصب الطعام فيها ، فينتهي الطعام الى الكبد ، والكبد معجون من طينة الدم حتى كأنه دم كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث :
    أحلت لنا ميتتان ودمان وذكر : الكبد والطحال .
    وفي الكبد عروق كثيرة شعرية منتشرة في اجزائه ، فينصب الطعام الرقيق النافذ فيها ، وينتشر في اجزائها ، حتى تستولي عليه قوة الكبد ، فتصبغه بلون الدم ، فيستقر فيها ، ريثما يحصل له نضج آخر ويحصل له هذا على هيئة الدم الصافي الصالح لغذاء الاعضاء .

    ولنقتصر على هذا القدر القليل جدا من بيان نعم الله تعالى على الانسان في الأسباب التي اعدت للاكل ، ولو ذكرنا كيفية احتياج الكبد الى القلب والدماغ ، واحتياج كل واحد من هذه الاعضاء الرئيسية الى صاحبه ، وكيفية تشعب العروق الضوارب من القلب الى سائر البدن ، وبواسطتها يصل الحس ( اي الشعور ) ، وكيفية تشعب العروق السواكن من الكبد الى سائر البدن ، وبواسطتها يصل الغذاء ، ثم كيفية تركيب الاعضاء وعدد عظامها وعضلاتها ، وعروقها واوتارها ، ورباطاتها وغضاريفها ، ورطوباتها لطال الكلام .

    وكل ذلك محتاج اليه الانسان للاكل ولامور اخرى ، بل ان في الانسان الاف من العضلات والعروق والاعصاب ، مختلفة بالصغر والكبر ، والدقة والغلظة ، وكثرة الانقسام وقلته ، ولا شيء منها الا وفيه حكمة او اثنتان ، او ثلاث او اربع الى عشر حِكَمٍ وزيادة .

    وكل ذلك من نعم الله تعالى عليك ايها الانسان لو سَكَنَ من جملتها عِرْق متحرك او تحرك عرق ساكن لهلكتَ على الفور .
    فانظر الى نعمة الله تعالى عليك اولا لتقوى بعدها على الشكر ، فان كثيرا من الناس لا يعرفون من نعمة الله سبحانه وتعالى الا الاكل ، وهو اقلها منزلة ، ثم لا يعرفون منها الا انهم يجوعون فياكلون ، وهذا شان الحيوان الاعجم ، حيث انه يجوع فياكل ، ويتعب فينام ، ويشتهي فيجامع ، وُيسْتَنْهَض فينهض .
    فاذا لم يعرف الانسان من نفسه الا ما يعرفه الحيوان ، فكيف يقوم بشكر نعمة الله تعالى عليه .
    وهذا الذي اشرنا اليه وذكرناه بايجاز انما هو قطرة في بحر واحد من بحار نعم الله تعالى علينا ، كما قال عز من قائل : ( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ) .

    اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا رب العالمين ... اللهم آمين ...
    هذا ... والله تعالى أعلى وأعلم .
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ...
    الله أكبر رغم كيد المعتدي
Working...