Unconfigured Ad Widget

Collapse

انكشاف ..!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • السوادي
    إداري
    • Feb 2003
    • 2219

    انكشاف ..!

    يروى أن ضيفـًا حل بساحة كريمٍ وزوجته ..
    والضيف حين يحل بأي منزل في ذاك الوقت يكون المنزل في حالة من الطوارئ إلى أن يغادره ..
    مهمة إكرام الضيف موزعة بين رب البيت وربته ..
    فالرجل عليه البشاشة والترحيب والمؤانسة..
    وعليها تقديم (القرى ) الذي (يجمِّل ) و( يبيض ) الوجه ..
    مكان عمل ممارسة المرأة لدورها ليس ببعيد عن الفراش الذي يجلس عليه الضيف والمضيف ، فعادة البادية في ذلك الزمن تسمح ولا حرج ..!
    يصدر من المرأة ما تستحي الحرة العربية الأبية أن يصدر من مثلها ، ولحسن الحظ أن ابنها ذا الأربعة أعوام يجلس بجوارها ، وبحسن تصرف وسرعة بديهة تضرب الولد وتتبع الضرب بتأنيب وأمر ..
    ( عيب قم واذهب إلى أبيك ) ..

    يذهب الصغير حاملاً على كتفه الأيمن ( تهمة ) ظالمة خرجت بموجبها الأم من مأزق لا تحسد عليه ..!

    وإلى جوار أبيه يجلس البريء ، لكن على ما يبدو أن وجوده كان (نحسًا ) على من حوله تلك الساعة ..
    الأب يرفع صوته مسترسلاً ومتفننـًا في سرد ( السواليف ) والتي عادة ما تحمل بعضـًا من مغامراته ..

    نفس الصوت لكنه مزلزل هذه المرة ، لم يستطع إخماد الصوت إلاّ تلك (الضربة ) المدوية بين كتفي الصغير :
    قم إلى أمك لا بارك الله فيك ولا فيها ، أما تستحي ؟
    هي التهمة الثانية يحملها على كتفه الأيسر ورغم ثقلهما – أعني الأولى والثانية – ينهض لا ليتجه إلى أمه بل ليتخذ مكانـًا منزويـًا عن العيون عل الله أن يظهر براءته ..

    لا أدري فلعلها ( عدوى ) لن يسلم منها أحدٌ ..
    الضيف يرغب في إثبات ذاته و (بناء ) مكانة له في عيني المرأة التي تسمع ما يدور حولها وتطرب لما يقصه كل منهما للآخر ( الزوج والضيف )..

    الصوت هو الصوت لكن المنقذ هذه المرة غير موجود ..
    الأمر مكشوف ولا غطاء ..
    إذًا ، على الضيف أن يتحول إلى الدفاع بالرغم من أن وسائل الهجوم كانت مهيأة له وكان من الممكن ألاّ تصل به الحال إلى هذه الدرجة ، لكنه ليس بمعزل عن أبناء يعرب الذين دائمـًا ما تكون المبادرة في أيديهم فلا يفعلون بل سرعان ما يتحولون إلى مواقع الدفاع ..
    ينادي الضيف ويطلب إحضار الولد بالسرعة القصوى ، لماذا ؟
    ليضربه كي يتحمل التهمة الثالثة ، فقد حملها مرتين من أقرب الأقربين و من باب أولى أن يأخذها من الغريب ولا غضاضة ..!
    نداؤه لم يكن رغبة في ضرب الصغير ، بقدر ما هو رسالة إلى المضيف وزوجته أنه صاحٍ ، وأن ضربهما لصغيرهما لم يمرر عليه ، وبالتالي فالثلاثة في ( الهوى سواء ) - كما يقال – ومن تسول له نفسه الابتسامة فلتكن على نفسه وحاله ..!

    قصة أخرجتها لكم من ( أرشيف ) الذاكرة ، ولا تسألوني عن مناسبة وضعها هنا ..!

    السوادي
  • محمد الشهري
    إداري
    • Jan 2003
    • 4339

    #2
    أخي السوادي
    يشدهد الله إني عند كل ضربه للولد أضحك حتى تنهمر الدموع من عيوني
    وحتى عند طلب الضيف للولد لم تسلم عيوني من الدموع
    بارك الله فيك وفي ارشيف ذكرياتك
    ولك مني صادق الود والتقدير

    تعليق

    • ابن مرضي
      إداري
      • Dec 2002
      • 6171

      #3
      لا . لن نسألك يا أبا هاني عن سبب كشف هذا الانكشاف ، فالذي يجب علينا هو سؤال أنفسنا عن سبب تأخرك عنا .


      على كل ، هذا تسجيل حضور سريع ، وسأعود حتما إلى هذا الموضوع ، فهو يستحق ، إلا أنني لا أضمن أن أعطيه ما يستحقه ، ناهيك عن صاحبه الذي لا أجد الكلمات التي تفي بحقه .
      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6171

        #4
        غربة ، وشاية محترف ، حنين ، نعاس ، وانكشاف ، وغيرها كثير من المواضيع التي أجبرتنا على الوقوف عندها كما يقف الشحيح الذي ضاع في الترب خاتمه كما قال الشاعر المشهور .

        مواضيع أقل ما يقال عنها أنها من أرقى ما طرح ، ليس في المنتدى فحسب ، بل في كل مايقرأه المرء هذه الأيام .

        لازلت أتذكر جيدا ذلك " السيناريو " البليغ ،الذي جاء به أستاذنا الفذ السوادي في موضوع " جاءت متأخرة " ، والله يشهد أنني لعشت المشهد بكل تفاصيله ، وكأنني أنا الذي تسلقت الجبل ، ورميت من رأسه ..!


        ****

        أقرأ في كل يوم مئات الصفحات ، مابين الصحف اليومية ، والكتب الأجبارية والأختيارية ، التي لا يمكن أن يمر اسبوعا دون أن أنهي على الأقل كتابا منها ، بالإضافة الى ما أجده في الشبكة وميادينها . لكنني - والله يشهد - لم أجد أبلغ ، ولا أجمل ، ولا أعمق ، مما يكتبه الأستاذ محمد السوادي . والذي استغربه فعلا ، هو احجام بعض الأقلام المتميزة في المنتدى عن المشاركة في مايتحفنا به هذا الرجل من مواضيع هادفة .


        ****

        لولم نتعلم منها إلا الأختصار- الذي يخفي بين أسطره ما يمكن أن يملأ صفحات من الكتب - لكان كافيا . أما مافيها من الفوائد الأخرى ، فإن المجال لا يتسع لذكرها هنا ، ولكنها لا تخفى على أحد .

        ****

        هنا موضوع انكشاف ،لا تكفي قراءة واحدة له ، ففيه مواضيع عديدة ، تاريخ ، اجتماع ، عادات ،تقاليد ، مكابرة ، اسقاط ، وغيرها الكثير مما يمكن استنباطه من مواعظ هادفة ودلالات واضحة ، لولا أن أستاذنا السوادي طلب منا عدم مسآءلته عن سببها لفعلنا .

        ***

        هذا الطفل البريء الذي حمل أكثر مما يطيق من التهم ، قد ملأ رأسه المجتمع بماهو أكثر من التهم الظاهرة ، فقد أستقى الحيرة التي أدت الى ازدواج شخصيته ، حتى أصبح لا يعرف من هو ..! ولا ماذا يقول ..! ولا كيف يظهر أمام الآخر ..! هل على حقيقته ؟ أم بما تمليه الظروف ؟!


        ****

        وهذه الأم ، لا أعلم لماذا فرض عليها المجتمع كما فرض على غيرها من الأمهات ، أن تنكر وتستعيب حتى مما جعله الله مخرجا طبيعا لها ، ونفَسا من الأنتفاخ الذي قد يؤدي الى فقع البطن ؟! ثم لماذا تجيّر الذنب لأقرب الناس إليها ، وكذلك الأب ...!

        إن هذه هي الشريحة التي ينشأ فيها ناشيء الفتيان ... فكيف بالله عليكم نريد أن يكون هذا النشء ..؟!


        ****
        الأستاذ السوادي ذهب بنا الى التاريخ ، لكن الحاضر أمر وأدهى ، وأعلم أن السوادي لم يغب عنه الحاضر ، ولكنه وكعادته ترك لنا أن نقرأ موضوعه عندما عجزنا عن قراءته ..!
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        • السوادي
          إداري
          • Feb 2003
          • 2219

          #5
          أخي العزيز محمد الشهري :
          جعل الله أيامك كلها أنسـًا وسعادة ، خضراء كخضرة الأسهم ومؤشرها في هذين اليومين ..
          حضورك أسعدني أبا تركي فلك من أخيك الشكر ..
          السوادي

          تعليق

          • قينان
            أدعو له بالرحمه
            • Jan 2001
            • 7093

            #6

            والله أيه الأخوة الكرام أنني لست أدري هل أشكر

            أستاذنا ( السـوادي ) على طرحه المميز.

            أم أستاذنا ( بن مرضي ) على مداخلته الممتعة

            فكلاهما أن طرحا فطرح تميز.

            وإن داخلا امتعا القارى

            سوف أسكت حتى لا انتقص من الطرح والمداخله


            وســـــــــــــــــــــــامحونا
            sigpic

            تعليق

            • السوادي
              إداري
              • Feb 2003
              • 2219

              #7
              لو أنني أجيد (فن) التزلف والمجاملة لما كان هذا حالي ..
              كلمتا ( الحق ) و(الصراحة ) جعلتا بيني وبين كثيرٍ من رواد هذا المنتدى سورًا وحاجزًا فشلت فشلاً ذريعـًا في إزالته وهدمه ..

              حاولت أن أبني جسرًا من التواصل لكنه يتحطم بمعول ( الصراحة ) قبل أن ينتهي ..!

              سأظل أمدح وأمدح من يستحق المدح ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ..!
              لا تحجروا – أحبتي - عليّ مدح أستاذي الحبيب الأديب عبدالله بن مرضي الطفيلي الزهراني ، فمهما حاولت قد يتحول مدحي انتقاصـًا من مقامه ..

              يا أحبتي من لي بمثل هذا الرجل ( الداهية ) في كل شيء ..
              إن قلنا العلم فابن مرضي علم مستقل بذاته ..
              وأن قلنا الثقافة فما ترك الثقافة لغيره ..
              وإن قلنا الأدب فهو أديب أريب ولا شك ..

              ابن مرضي أخلاق ومبادئ تجسدت وسارت بقدمين تمشي على الأرض ..
              محبته تتسلل إلى القلوب ولا تستأذن ..

              مهما حاول المرء أن يجعل لمواضيعه بابًا من حديد وقفلاً يستعصي على الكسر ينبهر ويتعجب حين يجد أبا أحمد يسرح ويمرح وسطه ، مفتاح عجيب بيده ، فسبحان المعطي ..!
              عجيب أمر هذا الرجل يدخل إلى الموضوع الجامد جمود الصخر ولا يغادره إلاّ وهو يضطرب بالحركة فيتحول الموضوع من هيأة إلى نقيضها في غمضة عين ، هي موهبة حرم الله منها الكثير ..!

              لست هنا في مقام رد الثناء - الذي لا أستحقه فعلاً وأنا أعني ما أقول - بمثله ، لا وربي ، لكنها الحقيقة ..!

              أبا أحمد ، أعرف أنك لست في حاجة مني ومن أمثالي إلى إطراء فأنت غني عن كليمات مبعثرة ، وعباراتٍ مفككة ، وأسلوب ركيك ، لكن هذا بعض من حقٍ لك ، فلا تضن , وتستكثر أن نمنحك نزرًا مما هو لك ..!

              أشكر لك حضورك أبا أحمد الذي ألبس موضوعي (حلة ) ربما لا يستحقها ..
              السوادي

              تعليق

              • أبو ماجد
                المشرف العام
                • Sep 2001
                • 6289

                #8
                أستاذي الكريم : أبا هاني

                لو قدّر لي أن أقرأ هذا الموضوع مع حجب اسم كاتبه عني ، لما ساورني شك ، أن الكاتب السوادي ، بصمة واضحة لا تخطئها أعين متابعيك الكثر ، واخوك أحدهم .
                أعود لما تناولته يا أباهاني في موضوعك ، ورسالتك التي بعثتها لنا باحترافية ، يعجز عن مجاراتها الكثير ممن تبوأوا صفحات صحفنا .

                تحميل أخطائنا الآخرين ظاهرة تفشت لدينا ، وتأصلت في نفوسنا فهي أصل ثابت من أصول التربية التي نشأنا عليها ، وما قصة هذا الطفل مع أمه وأبيه وضيفهما إلا مثال واقعي ، يتكرر بصور عديدة .

                التلميذ يخطيء ويقصر فيحمل خطأه معلمه ( أمام والديه ) .
                المعلم يخطيء في أداء رسالته ، فيحمل الطالب أو المنهج أو حتى السبورة خطأه .
                المدرب وفريقه يخطئون ويحملون الحكم أخطاءهم .
                الأب يخطيء ويقصر تجاه أبنائه وبيته ، ويحمل الأم خطأه ، وكذلك الأم .
                الإعلام يخطيء ويحمل الأسرة أخطاءه .
                رئيس هيئة سوق المال يخطيء ويحمل صغار المتداولين أخطاءه .

                وهكذا يا أبا هاني لا نكف عن الأخطاء ولا نعجز عن تحميلها غيرنا .

                ولذلك من السهل أن نذكر الحالات التي اعترف بها العربي بأخطائه ولم يلق بمسؤوليتها على شماعة مجاورة ، لأنها ناااااااااادرة ( ليست الشماعات بل حالات الاعتراف ) :gna: .

                تحياتي لشخصك الكريم ولقلمك الجبار .

                تعليق

                • السوادي
                  إداري
                  • Feb 2003
                  • 2219

                  #9
                  لست أنت من ينتقص من الطرح يا أبا عبدالرحمن ، فكاتب خبير مثلك يفوقنا علمـًا وحكمة لا بد وأن يكون تواجده إثراءً لأي موضوع يعلق عليه ..
                  رأيك لا غنى لنا عنه فلا تحرمنا ..
                  لك مني الشكر ..
                  السوادي

                  تعليق

                  • السوادي
                    إداري
                    • Feb 2003
                    • 2219

                    #10
                    أهلاً بصاحب القلم الأخضر ( أديب المنتدى ) وحبيبه ..
                    لن أنسى ما حييت فضل هذا القلم وصاحبه على شخصي الضعيف ..
                    قالها ذات يومٍ : ( أخطأتَ ) ..!
                    فقلت كلا لم أخطئ ..
                    فأعادها أخرى أخطأت ، وأردفها هذه المرة بكلمة ( اعتذرْ ) ..!
                    نعم ، اعتذرتُ ، لكن اعتذاري لم يكن لأنني مخطئ حينها بل لمكانة هذا الأخ الحبيب الصادق في قلبي..!
                    بعد فترة عدت إلى موضع الخطأ ، فقلت لله درك يا أبا ماجد فلقد صدقتني القول وما داهنتَ أو جاملتَ ..!
                    أبو ماجد وابن مرضي تعلمت منهما الكثير والكثير ولو تحول ماء البحر الأحمر مدادًا وقدر له أن يكون في يدي ثم سيلته في مدح هذين الرجلين لشعرت أنه قليلٌ قليل ..!
                    نعم يا أبا ماجد : الكل لا يريد الاعتراف بالخطأ ويبحث عن (الشماعة )التي يعلق عليها ما اقترفه ، وسنظل كذلك لأننا تعلمنا هذه ( الفلسفة ) من أجدادنا ، وأصبحت شيئـًا من تراثنا نتوهم أنه يرفعنا في أعين الغير وما علمنا أنه إلى النقيض أقرب ..!
                    سعدت والله بتواجدك ومداخلتك التي فاقت الموضوع ( لغة وأسلوبـًا ومضمونـًا ) ..
                    لك من أخيك المحبة الصادقة ..
                    السوادي
                    آخر تعديل تم من قبل السوادي; 01-06-2006, 08:06 PM.

                    تعليق

                    • أبو أحمد
                      عضو مميز
                      • Sep 2002
                      • 1770

                      #11
                      أخي أبو هاني لقد قرأت المقال هذا من أول مانزل ولكن كانت عندي ظروف في ذلك الوقت ربما يعلمها ابن مرضي ولكني الأن أعود لهذه المقطوعة التي أخترتها لنا من أرشيف ذاكرتك أسأل الله أن يمتعك بالصحة والعافية وأن يفوي ذاكرتك لتحفظ لنا كل جميل .

                      أخي عندما نتحدث عن التهمة فهي لا شك أنها تحدث في النفس غضاضة لا سيما إذا كان المتهم لا يجد من يناصره ويظهر براءته فهي إفك لا شك في ذلك لكن الله ينصر كل مظلوم .
                      انظر إلى الظلم السائد في العالم الأن
                      وانظر كم مظلوماً خلف القضبان
                      وانظر كم إنساناً ظالماً لنفسه
                      وانظر كم أبرياء أخذوا بذنب غيرهم فأفغانستان احتلت والعراق كذلك فعسى الله أن يكشف زيف الكاذبين

                      تعليق

                      • السوادي
                        إداري
                        • Feb 2003
                        • 2219

                        #12
                        نعم ، التهمة تحدث في النفس غضاضة وخاصة إن كانت من أقرب الأقربين كحال الأب والأم مع ابنهما الذي لم يقوَ على دفعها عنه ..!
                        مسلسل رمي الأخطاء على الآخرين لا يزال مستمرًا ولا أظنه سينتهي ..
                        أبا أحمد :
                        تقبل من أخيك السوادي التحية الممزوجة بالشكر ..
                        السوادي

                        تعليق

                        Working...